الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار

بعيدا عن نظرية المؤامرة وتحت راية العروبة تم إنشاء الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار في 8 يناير عام 1966م، واستشعارا بالمسؤولية أقرت جامعة الدول العربية منذ عام 1970م يوما عربيا لمحو الأمية وتعليم الكبار. ثم أطلق عام 2015 العقد العربي لمحو الأمية والذي ينتهي عام 2024، لكن هل انخفضت الأمية في عالمنا العربي؟ وماذا تحقق حتى 9 يناير 2017م؟.

كشفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن الدول العربية لا تزال تعانى من ارتفاع نسبة الأمية مقارنة بدول العالم النامي. حيث تشير البيانات إلى أن معدل الأمية في الدول العربية بلغ 27% مقارنة بـ 16% في دول العالم، وأن عدد الأميين في الوطن العربي مرشحون للزيادة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة مما منع 13.5 مليون طفل عربي من الالتحاق بالتعليم النظامي.

ماذا عن الأرقام المعتمدة دوليا عن أعداد الأميين والمهمشين ثقافيا في عالمنا العربي؟ لقد ارتفع العدد من 50 مليون مواطن في العالم العربي عام 1970 إلى 61 مليون عام 1991، ثم إلى 75 مليون عام 2008 ليصبح 96 مليون أمي عام 2014. نعم يصل عدد الأميين في المنطقة العربية إلى 97 مليون نسمة مع نسبة تسرب من التعليم تصل إلى 20% مما يشير إلى تردي الوضع وتفاقمه.

تطوير التعليم والإرادة السياسية

وذكرت تقارير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الألكسو) أن عدد الأميين في المنطقة العربية في عام 2013م بلغ 97.2 مليون شخص من أصل حوالي 340 مليون نسمة، أي بنسبة 27.9% من مجموع السكان، وأن أكثر من 6 ملايين طفل عربي ممن هم في سن الدراسة غير منخرطين في سلك التعليم، كما أن نسبة 20% من الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأساسي يتخلفون عنه خلال المرحلة الدراسية الأولى بل تبلغ هذه النسبة 30% في بعض الدول العربية.

لقد أشار تقرير الأهداف الإنمائية العربي إلى أن 20% من الأطفال الفقراء يحرمون من التعليم، و11% يكملون تعليما عاليا لكن مما يحمل بارقة أمل مجيئ قطر في المرتبة الرابعة دوليا والأولى عربيا ضمن 140 دولة على مؤشر جودة التعليم العالمي الذي أعلن في منتدى دافوس الاقتصادي عام 2015/ 2016، حيث جاءت سنغافورة في المركز الأول، ثم سويسرا ثم فنلندا في الترتيب الثالث، وجاءت الإمارات في المركز العاشر عالميا ولبنان في المركز الـ 25، ثم البحرين في المركز 32 ثم الأردن في المركز الـ 45 ثم السعودية في المركز 54، ثم مصر في الترتيب قبل الاخير 139.

مقالات متعلقة بالموضوع

إن تطوير التعليم والنهوض به لا يحتاج أكثر من توافر إرادة سياسية وقرار سياسي والالتزام بالمعايير المرجعية الدولية التي تقضي بتخصيص  4 ـ 6% من الناتج المحلي أو إنفاق 15 ـ 20% على التعليم فمثلا كوبا قد استطاعت محو الأمية و هبطت بنسبتها من 60% إلى 2%  كما خصصت قطر 3.2% من ناتجها القومي للتعليم ما يعادل 6 مليارات دولار سنويا .

العدد الثالث من سلسلة لقاءات فكرية التي يصدرها المجلس العربي للطفولة والتنمية، و الذي حمل عنوان “معا من أجل تعليم جيد للأطفال لمواجهة أمية الكبار” جدير بالإطلاع عليه.وللحصول على كامل الكتيب عن طريق الرابط التالي:

http://www.arabccd.org/page/1884

فيديو مقال هل تردي واقعنا العربي “قرارنا السياسي أم مؤامرة “؟

أضف تعليقك هنا
هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان

شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ