المقدمة INTRODUCTION
تكاد تكون الأبحاث والكتب في مجال الثقافة نادرة أو قليلة جداً بالمقارنة مع سائر العلوم وفروع المعرفة.. برغم أهميتها البالغة ودورها الحيوي والأساسي في بناء المجتمعات، وتكوين الفنون بكافة أشكالها وأنواعها.. ومن هذا المنطلق سنُبحر عبر هذه السطور المتواضعه إلى عالم الثقافة؛ وسوف نتطرق إلى فروعها وتاريخها وأنواعها وأشكالها وأسسها ومبادئها وخصائصها.. لنمنح القارئ الكريم فكرة متواضعة حول الثقافة ومعناها ومفهومها.. وموضوعنا سيكون على النحو التالي:
كلمة “ثقافة” هي كلمة عربية الأصل، وهي مشتقة من مصدر الفعل”ثقف” بمعنى فهم، وتشير كلمة ثقافة إلى عدد من المعاني منها: الحذق والفهم والفطنة والتهذيب والذكاء.
هي ذلك الكل المركب الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات أو أي قدرات أخرى أو عادات يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في المجتمع.
الثقافة تشمل القيم في البيئة التي خلقها الأنسان؛ بما فيها المنتجات المادية التي تنتقل من جيل إلى جيل، وهي بذلك تتضمن الأنماط الظاهرة والباطنة للسلوك المكتسب؛ عن طريق الرموز التي تتكون في مجتمع معين من علوم ومعتقدات وفنون وقيم وقوانيين وعادات وتقاليد تتواثر من جيل إلى أخر.
الثقافة هي روح الأمة، وعنوان هويتها.. ولكل ثقافة هوية، ولكل هوية جوهر تُعبر عنه بخصوصيات متفردة تنبثق منه قيم سامية ومثل عُليا، الثقافة هي عنوان الأصالة والعراقة .. وجوهر الإبداع الإنساني الأصيل والمعاصر.
وقد عاصر التاريخ الانساني ثقافات مختلفة تتالت وتعاقبت عبر الزمن مثل:
الثقافة اليونانية – الثقافة الرومانية – الثقافة الهلينية – والثقافة الهندية – والثقافة الفرعونية – والثقافة الفارسية – والثقافة الإسلامية.. عندما أستلم العرب زمام القيادة الفكرية والثقافية والعلمية للبشرية في القرن السابع للميلاد.. واستمروا في مركزهم المتميز حتى القرن الخامس عشر.. حيث عرف العالم أجمع الثقافة العربية والإسلامية في أوج قوتها وانتشارها وتأثيرها على كافة الثقافات الموجودة آن ذاك.
“الثقافة” كلمة عريقة في اللغة العربية أصلاً، فهي تعني صقل النفس والمنطق والفطانة والذكاء.. وفي القاموس (المحيط): ثقف – ثقفاً – وثقافة وتعني صار حاذقاً – خفيفاً – فطناً.. وثقفه – تثقيفاً بمعنى سواه ، وهي تعني تثقيف الرمح، أي تسويته وتقويمه.
واستعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والإجتماعي للأفراد والجماعات.. والثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب؛ ولكنها نظرية في السلوك ترسم طابع الشعوب وتُجسد ممارستها للعقائد والقيم واللغة والمبادئ والمقدساات والقوانين والتجارب.
أخيراً.. الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد وكل مورؤث شعبي.
استعملت كلمة الثقافة (Culture) في اللغة اللاتينية القديمة للدلالة على العناية بالزراعة والماشية وفلاحة الأرض.. وظلت بهذا المعنى حتى نهاية القرن السابع عشر.
وفي القرن الثامن عشر طور معناها الفلاسفة وتعددت دلالاتها وتطورت معانيها في جميع اللغات الأوروبية؛ حتى أصبحت مصطلحاً علمياً حاضراً في علم الدراسات الإنسانية الإنثروبولوجية.
شهدت كلمة الثقافة ازدهاراً وانتشاراً وتداولاً واسعاً، فتعددت تعريفاتها لما يصل إلى أكثر من (160) تعريفاً. وأقدم هذه التعريفات وأكثرها ذيوعاً حتى العصر الحاضر هو تعريف إدوارد تايلور الذي قدمه في كتابة الثقافة البدائية عام (1871م).. ذهب فيه إلى القول:
الثقافة هي ذلك الكل المركب المُشتمل على المعارف والمعتقدات والفن والقانون والأخلاق والتقاليد وكل القابليات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع.
للثقافة وظائف عديدة منها تكوين الفرد أجتماعياً وبيولوجياً وسلوكياً كما تزود الثقافة الفرد بتفسير الظواهر الطبيعية ومن هذه الوظائف مايلي:
وهي مكونات الثقافة التي يشترك فيها الجميع.. وتشمل الأفكار والعادات والتقاليد والسلوك وأنماطه.
وهي مكونات الثقافة التي يشترك بها مجموعة معينة من أفراد المجتمع.
وهي مكونات الثقافة التي لاتنتمي إلى العموميات أو الخصوصيات، وتكون مقتبسة من ثقافة مجتمع آخر.
هو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل.
هو ما تنحصر إهتماماته على أنواع الفنون ذات الطابع الشعبي كالموسيقى الشعبية، والرقص الشعبي، والألعاب، وفنون التشكيل الشعبي، وعناصر الثقافة المادية من حرف وصناعات شعبية.
هو ما تعلق بالسير الشعبية، الأساطير، الملاحم ، الحكايات الشعبية، الرُقى ، التعابير والأقوال المأثورة.. وكذا الأعمال المسرحية والدرامية والفكاهية.
هي ما يعتاده الإنسان ويتعود إلى فعله مراراً وتكراراً.
هي جمع تقليد.. وهي كلمة من الفعل قلد، تقليداً؛ وتعني أن يُقلد جيل أساليب الجيل الذي يتبعها ويسير عليها.. وقد يكون ذلك في الملبس – المأكل السلوك – التصرفات – العقائد – الأعمال المختلفة التي يرثها الخلف عن السلف.
من أكثر فروع الثقافة الشعبية أهمية وثراءً فهو تعبير عن تجربة شعبية طويلة تنتج عبرة وحكمة.. ويؤكد المختصون أن للمثل مصورين:
هي إحدى مكونات الثقافة الشعبية.. وتشير إلى الفنون المنتشرة والمتعارف عليها لدى أفراد الجماعة وتتصف بالعراقة والقدم.
وهي الآلآت الموسيقية البسيطة كالعود ، المزمار، الدف، الطبل .. والتي يتم توارثها عن الأجداد.
هي شكل من أشكال الثقافة الشعبية مثل رقصات الزواج والأفراح والمناسبات.
تمثل الفنون شكلاً من أشكال الترويح عن النفس أو معالجة المشكلات الإجتماعية بطرق فكاهية بعيدة عن الجدية، أو بطريقة غير مباشرة والغرض منها إيصال المعلومات لمن هم في مركز القرار لمعالجتها ومن هذه الجماليات:
إن لفظة الفن من الألفاظ التي تطلق على شتى ضروب النشاط أو الإنتاج التي يجوز أو ينبغي أحياناً أن تتولد منها أثار جمالية.. ومنها ما هو على سبيل المثال وليس الحصر:
يعود في أصلة إلى اليونانية فهو مشتق من (Aesthesis) والتي تعني الإساس ويتضمن الإدراك الحسي للجمال.
وفي الأخير.. أرجو أن يكون هذا الجهد المتواضع قد لامس مسامع الثقافة وقلبها وجسدها في عقل القارئ الكريم.. مع خالص تحياتي.
علي أحمد الهردي
اليمن – صنعاء
alihirdi@gmail.com
قائمة المراجع:
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد