أخطرّ و أمر ما يواجهه المرء هو لعنة الحيرة..
حيث تعتريه متلازمة “ما فوق الشعور” أو أسميها إفراط الإحساس جسد على هيئة خليط من ألف ألف شعور، التيه والحيرة والحزن والفقد والخوف من المجهول والتردد و الضياع والقلق والغضب.. حيث ما لا نهاية قط من إشارات الاستياء..
أن يبدو المرء بمظهر هادئٍ أكثر مما ينبغي .. نبرة صوته تعتليها نوتة موسيقية تترنم بصفراوية .. كأنها ناي الوداع الحزين.. يتحرك ببطء مطلق وكأن هدوء الأرض انصب صباً في كاحليه، هادئ كهدوء الوحدة التي تُجدف في بحار دمه.
لكن عندما تتصفح كتاباته، تقترب منه و تقرأ عينيه .. تجده كمدينة تحترق بصمت، كئيب وساكن للحد الذي لا حد له..
تعلوه علامة استفهام تقفز تارة فوق رأسه وتارة على كتفه.. ما كان يفضح بوحه، بالتالي كيف يخذل صموده وصبره؟
يشبه صليباً متصدئاً يعلو كنيسة مهجورة، أو كصورة معلقة على جدار عتيق غابت ملامحها تحت طبقات الغبار .. كئيب إلى هذه الدرجة بل أكثر..
تلك الكتلة الهادئة الحائرة لا يستكين لها شعور .. منطفئة ظاهرياً متقدة داخلياً حد الاحتراق، منغمسة بل غارقة حتى أعلى رأسها بشرود الفكر وشتات الأمر، تعتريها شيخوخة الملامح العشرينية..
تملك وجهاً جففته الذكريات التي تعاودها وقتما يقطر الليل ظلمته، وتسدل المساءات أكمامها، ذكريات تداعب الذاكرة بعد منتصف السهر، حسب توقيت الأرق، حيث لا شيء يحدث سوى اتساع رقعة الحنين.. إلى شيء مجهول!
كتلة مُتعبة عاجزة حتى عن صياغة جملة، بل صارت إنساناً يتعبه الكلام، يتعبه الجواب، يتعبه السؤال.
كل شيء يرهقه.. حتى إيماءة الرأس تزيد عبأه ثقلاً، تراه إنساناً متأرجحاً، يحتاج البوح لكنه يأبى.. أي إنه يأبى الإستسلام، يأبى أن يسنده أحد، يمشي بثقل، كعجوز أعمى مبتور الساق، لكنه متكئاً على عكاز أحلامه، مستبصراً بإيمانه يتعامل مع الصبر على أنه الفن الوحيد الذي يتقنه، والعزلة على أنها صلاته السادسة التي يؤديها بكامل أركانها و طقوسها..
عندما تراه يخيل إليك بلادة شعوره، هو محض إنسان هارب من الواقع، لم يجد وسيلة للفرار سوى العزلة والنوم والأحلام التي علها تهون عليه بأكاذيبها وأهازيجها ولكنها تفزعه وتوخزه هي الأخرى..
فيستيقظ على واقع أمر،، واقع يدفعه لنهب الضحك من سفاسف المواقف وفُتات الكلام ..
كل ذلك وأكثر يتجسد في الإنسان الحائر، مُفرط الإدراك، قاتل الذات، كابت الأفكار، كاتم السر، الشقي بين السعداء، السعيد بين الأشقياء..!
لا أذاق الله عبداً مرارة تلك المشاعر.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد