الكل يحلم بذلك الحب المفعم بالمشاعر..والكل يحلم بذلك البيت المليئ بالسعادة، وبالتواصل مع شريك لطالما إنتظره وأحبه و رسم معه تلك الصورة الوردية، و بذل كل جهد للوصول إليه……
لكن القليل من يسأل:
كيف الوصول لذلك الحب وذلك البيت؟
هل أحب من أختار أم أختار من أحب؟
هل الحب قبل المعرفة أم بعدها؟
المقصود بإنفعالات القلب: الانجذاب المجرد عن المعرفة المطلوبة عن الأخر
والمقصود بمحددات العقل:الاختيار بعد العلم بالمطول في الأخر1
فما هو السبيل و ماهي الأسس التي يجب أن نخطوها في ظل هذا الفشل و الإضطراب الكبير على صعيد العلاقات الزوجية و تحولها من سكن و راحة إلى عذاب و هموم .
نظر الإسلام لإختيار الشريك من ناحيتين: عامة يجب أن يشترك فيها الجميع من قوله صلى الله عليه و سلم : “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .”2
وناحية خاصة ،بكل فردين وهي الانسجام والتكامل،فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختار لنفسه ،ولأصحابه، وفق معرفته الخاصة بهم ، فقد جاءت من تعرض نفسها عليه صلى الله عليه وسلم فنظرها من الأعلى الى الأسفل ، وطأطأ رأسه ، معبراً عن رفضه ، ثم قال أحدهم: زوجنيها.. فزوجه أياها .
وجاءت بنت قيس تستشيره صلى الله عليه وسلم أن معاوية ، وأبا جهم ، خطباها فقال: “..انكحي اسامة ابن زيد” قالت فكرهته فقال:”انكحي أسامة” قالت فنكحته فجعل الله في ذلك خيراً3 ، ولم يكتفِ بالصفات المطلوبة فحسب ، فأمر الخاطبين أن ينظر كل منهما للأخر ، ليدرس كلُّ طرف مدى إنجذابه وتقبله للأخر، فلا بد من المعرفة الكاملة جوهراً و مضموناً.
كما لم يغفل الإسلام الجانب العاطفي والحب فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله :”لم نرَ للمتحبين مثل النكاح”4
وقد توسط صلى الله عليه وسلم لمغيث عند بريرة ، الذي كان يحبها كثيراً5 ، لكن الإسلام قدم معاييرا وصفاتا محددة على الحب وهو سبحانه يمنُّ علهما به (وجعل بينكم مودة ورحمة..) .
ولا يختلف الأمر كثيراً ،عند علماء النفس والاجتماع في نظرتهم للاختيار، فلا يلتفتون كثيراً إلى الحب المجرد، نشره أ.د “آرون زائيف“على موقع (سكولوجي تودي) بحثا تحدث فيه أن الزواج القائم على الغرام والمشاعر الملتهبة دون النظر إلى عناصر الشراكة الأساسية ، هو اختيار رومنسي يزول مع زوال أسبابه.
وفي بحثٍ أخر نشرته عالمة النفس “سوزان بيزغادو” على الموقع نفسه،أكدت أن الحب عاطفة متغيرة وأنه،لايؤسس قاعدة صلبة للزواج ، وأنه أبعد ما يكون واقعياً عن كلام الشعراء والمغنين.
كما يقيدون صحة الإختيار، إعتمادا على أولا على التكامل، الذي يتأتى من معرفة كل من الطرفين بدوره بواجبه، و التشابه في البيئة ، والفكر، والثقافة، ولا يغفلون عن قيد المادة ، الذي يعتبرونه مهما في صحة العلاقة.
وهذا لا يقلل من قوة الحب في تثبيت أركان هذه المؤسسة ، إلا أن كثيرا” منهم يؤكد على أن غالب الحب ، ينشأ بعد أشهر من بداية الزواج فالحب يتألق بعد المعرفة الحقيقية و المعاملة اليومية التي تراعي الرغبات و تلبي الحاجات . ويوافق ذلك واقع الزواج المبني على حب الذي ينتهي في كثير من الأحيان بالطلاق7 وأكد الاستاذ في علم الاجتماع سول جون أن
الزواج يكون أكثر نجاحاً إذا لم يسبق بحب ولعل إرتفاع معدل الطلاق في الدول الغربية عن العربية أحد نتائج الزواج عن حب فأكثر الزواج في الدول الغربية عن حب وأكثر الزواج في الدول عربية عن عقل(تقليدي)8
الكل يحلم بذلك الحب المفعم بالمشاعر..والكل يحلم بذلك البيت المليئ بالسعادة، وبالتواصل مع شريك لطالما إنتظره وأحبه و رسم معه تلك الصورة الوردية.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد