ذات يوم ذهب الارنب الي ملك الغابه وقال له : أن الجميع يتحدثون بأن الأحوال قد تغيرت و قل خير الأشجار و اعداد الحيوانات في تناقص شديد ، منهم من يهرب الي مكان آخر ومنهم من يقتل في غير موسم الصيد .
نظر له الملك في نظره ذات معني وقال : ماذا تريد ؟!
فرسم الارنب علي وجه ابتسامه عريضه مصطنعه وقال :
أن القوم يقولون إن المملكة قد هلكت وضاع خيرها ، فعليك أن تتركها لنا كي ندير امورنا .
صمت الأسد و هو ثابت النظر في عين الارنب ثم أردف قائلا : غدا سوف اخبرك بقراري ، ارحل عني الان
انحني له ثم فر هاربا غير مصدقا أنه مازال علي قيد الحياة .
صاح الاسد في عرينه حتي أن دخل عليه
أحد الضباع ، انحني أمامه ثم وقال له:
أ اقتلوا ؟!
تبدلت ملامح الأسد حتي صار اكثر غضبا وقال :
الم تنتهي من تلك العادة السيئه ؟!
– لا
قالها الضبع بصوت خبيث مع انحناء تبجيلآ للملك .
أطلق العنان لزئيره العالي الذي اذداد بفضل صدا الصوت و فراغ المكان ، وقال :
هو ومن معه ، حتي أن يصبحوا عبره لمن اعتبر .
وصل الارنب الي أصدقاءه في الغابه وهم . ثور . حمار . قرد . ثعلب .
التقت الارنب أنفاسه في لهفه من الحضور ينتظرون جواب الملك .
هربت ام ترككك ترحل ؟!
قالها الثعلب في ترقب .
ابتسم الارنب وقال :
تركني ارحل في سلام .
قفز القرد فرحآ وقال :
كم هو طيب القلب .
– هل وافق علي شروطتنا ؟!
قالها الحمار في تعجب هو غير مصدق .
– لا بل امهلني للغد حتي اعرف قراره النهائي .
– الم يرحل بعد ! تبا له ، لقد دمر كل شيء ، كم هو احمق .
قالها الثور في هياج كبير و غضب شديد .
فقال الارنب :
اليوم من الغد ليس بفاجعة ، أن الله مع الصابرين .
– أن صبروا
قالها الثعلب و رحل عنهم وهو شارد الذهن .
– غدا سوف التقي بكم قبل أن أذهب له ، وداعا .
قالها الارنب و انطلق الي عشته الي زوجته و ابناؤه .
ضل الثور غاضبا و معه القرد و الحمار حتي أن رحلوا عنه جميع ورحل هو أيضا .
ظل الأسد وحيدا يجلس في العرين و يحدث نفسه قائلا :
كيف لي ان ارحل و اترك لكم كل هذا الخير تنعمون به وحدكم ، جميع الممالك تعلم اني ملك الغابة وإني زعيمكم ، كم انتم حمقي ، لم ولن اترك منصبي حتي وان اجبرتوني علي ان اقتلكم جميعاً ، لم ارحل و يأتي اخر ويحاسبني علي أخطأئي الماضية .
وصل الارنب الي بيته الصغير وهو سعيد متحمس لمستقبل أفضل ، حتي أن دخل بيته فوجد ابناؤه مقتولين هم و زوجته ، فضل صامت ينظر لهم في زهول .
كان الثعلب في الخارج يتابع الارنب حتي أن شاهده يخرج من بيته وهو مصاب و جريح ، حاول الثعلب أن ينقذه حتي رأى مجموعة من الضباع تخرج خلفه و تنهي حياته البائسه الي الأبد .
رحلوا عنه ورحت عنه حياته ، اقترب منه الثعلب يتفحصوا ودخل بيته فعرف بما حدث ، ووجد ارنب صغير حديث الولاده فأخذه معه وخرج .
ضل يرقد في اتجاه المكان الذي يجمعهم جميعا حتي أن يخبرهم بما حدث ، ويقول لهم بأن يختبؤ الان حتي لا يتم قتلهم .
وصل للمكان المناسب ولكن في الوقت الغير مناسب فقد رحل الجميع ، فوجد أمامه مجموعة الضباع ذاتها ، يلتفون حوله في صمت ، ظل صامتا حتي أن تحدث لحظه تحركهم في اتجاهه قائلا :
حسنا حسنا ، الجميع يعلم اني الان داخل عرين الملك ، فالقد اخبرتهم جميعاً بذالك .
لم يفهم الضباع مضمون الحوار ، فعادها مره اخري وقال :
بمعني اني إذا أصبت باي مكروه اليوم سوف يعتقد الجميع أن الملك هو السبب .
توقفت مجموعة الضباع عن الحركة ، يتلافتون و يتهامسون حتي أن قال كبيرهم :
ولماذا تذهب الي الملك اليوم ؟!
– ما شأنك انت ؟!
قالها الثعلب في ثقه بعد أن أوصل رسالته للضباع الاغبياء بأن الملك سوف يتورط في اي حادث يحدث للثعلب في ذالك اليوم .اقترب إليه كبيرهم وقال :
كم انت ماكر .
فقال الثعلب وهو يضع الرضيع بين قدميه بحرص :
ماذا تريدون مني ؟! وما الذي اتي بكم الان ؟!
قال كبيرهم وهو ينظر للرضيع في تعجب :
نحن نتفقد احوال الرعية فقط ليس إلا .
دخل عليهم الثور و الحمار في حالة غضب شديدة وقال الثور :
ارايت ماذا حدث ؟! ارايت ماذا حدث ؟!
فقال الثعلب :
هلا قلتم مرحبا الي رجال الملك !
فصمت الثور و هو يكبح غضبه الشديد ، وقال الحمار مرحبا .
لم تجيبه الضباع وهم ينظرون للثعلب وما يحمله بنظرات ثاقبة :
الم تأتي معنا الي الملك يا هذا ؟!
– لا
قالها الثعلب في ثبات .
فقال الثور وهو يحاول أن يهدأ قليلا :
ولماذا تذهب الى الملك ؟!
– لأقدم فروض الولاء و الطاعه . قالها الثعلب في دهاء .
عم الصمت علي المكان قليلا ثم قال كبيرهم :
حسنا حسنا ، غدا سوف يجتمع الملك بجميع الحيوانات في الحديقه الكبيرة لحدث هام .
– غدا كيف الم …
قالها الثور بدون تفكير و صمت لحظه أن نظر له الثعلب .
– غدا سوف يلقي الملك خطبه جديده علي جميع الحيوانات ، فلا داعي للتأخير او الغياب .
انطلقت الضباع بعد أن أفسد الثعلب خطتهم ، فربما كانوا يخططون لاغتيال جميع الحيوانات التي تعترض علي حكم الملك ، فالملك وحده هو من يأمر بالقتل أو السجن أو العفو التام ،قص الثعلب علي الحمار و الثور ما حدث حتي أن جن جنون الثور وضل يضرب أغصان الأشجار وفروعها بقرنيه ، فأخبره الثعلب بأن يهدأ ولا يحدث ضيج حتي لا يسمعهم من يتسلق علي الأشجار او من يزحف تحتها ويخبر الملك بثورتهم عليه .
– هل سيقتلنا مثل الارنب ؟!
قالها الحمار وهو ينظر للأرض التي ابتليت من دموعه المنهمره .
حاول الثعلب تهدأتهم و قال :
علينا الحظر جميعاً الان ، وأخبروه القرد بما حدث .
رحلوا جميعاً حتي أن سمعهم القرد الذي يجلس اعلي الشجرة ياكل الموز في لا مبالاة .
وصل الضباع الي الأسد و أخبروه بما حدث ، فتبسم قائلا :
حسنا حسنا لا بأس فاليوم أنا منتصر ويكفيني مكسب التخلص من الارنب ، اما هم فسوف يزهلون بما سأقول غدا في الاجتماع ، غدا غدا موعدنا .
دخل احد الضباع التي تقف في الخارج و قال بعد الانحناء :. ملكنا العظيم ، في الخارج من يطلب مقابلتك لامر هام .
انقطعت هقهقهت الملك المغرور وقال :
من ذا الذي يطلب أن يقابلني ، لن تحدث منذ أن توليت منصبي ، ادخله .
انصرفت الضباع و ظل الملك يقول غدا موعدنا غدا موعدنا .
To be continuous .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد