بقلم: عصام البيضاوي

الاعلام السلبي

حدثنا مهرطق الرگعاني فقال:في زمن الرداءة والتفاهة*والنذالة والسفاهة*انبرى للوقت وتصدى للمقت*صاحب الوجه العبوس*والحظ العاثر المتعوس*المدعو:ساخط منحوس*فعزم على الظهور للناس*في غمرة الهم والياس*لينزع عنهم بعض الذي كان من سفالة الإعلام*وانحطاط البرامج والمرام*أنشأ لنفسه قناة على اليوتوب *سماها قناة الحق المعطوب*وشرع يطلق من خلالها الأفكار المناهضة *والآراء المعارضة*للذوق العام الهابط الوضيع*الذي تلقفته جماهير القطيع بالتهليل والتطبيع *حتى صار عنوان:المهزلة*رمزا للمرحلة*أقصي المفكرون*وهُمِّش الفنانون والمبدعون*وتصدر للتنظير والتحليل*أولوا السخافة في التقدير والتعليل*ذووا الخبرة في الاستغباء والتطبيل*فعمت الفوضى وحورب الإبداع*وشُجِّع التقليد والاتباع*وأصبح الغوغاء والدهماء من الناس*هم القدوة والقادة والأساس..

يقول الراوي:بعد شهور من محاولات ساخط منحوس الفاشلة لعتاب جمهور المشاهدين*وللقذارة ناشرين ومشاركين* عبر بثه لكلمات الوعظ والارشاد*ودروس التجويد والانشاد*وتوجيه رسائل هادفة*لإفشاء الوعي كاشفة*لم يلمس أي تغيير*ولم يجد لعدم التجاوب تفسير*ولم يحصل طبعا على كم وافر من اللايك والشير*

خطب مرة على المباشر فقال:أيها الناس اسمعوا وعوا صنعتم من الأكاذيب أخبارا ووقائع*ومن الفضائح سلعا وبضائع*نصَّبتم التافهين نجوما ومصابيح*وجعلتم المفسدين أعلاما ومفاتيح*للانحلال والاضمحلال*وإني لكم بالمرصاد حتى ينصلح حالكم أو أهلك دونكم…

يقول مهرطق الرگعاني: بعد حين من محاولات ساخط منحوس البائسة خبت همته العالية*وضاعت مهمته التالية*بفتور روحه القتالية*فاستسلم ورضي بالذي كان وصار*وانجرف مع التيار*وانقلب بدوره إلى العهر والفجور..وأصبح بعد حين من النضال*من رموز العته والاعتلاه*أقبل عليه الضائعون والتافهون*وتابعه المراهقون والحالمون*فحقق أخيرا في الشهرة المراد*وذاع صيته وعرفته البلاد*واحتلت مقاطعه المرئية*وأخباره المرعية*نسبا مهمة من المشاهدات*وذكر اسمه في سائر المقامات…

ظل على هذا الحال قدرا يسيرا من الزمان*إلى أن طاله النسيان *وعاد إلى ماكان عليه من الحقارة والنكران*والانزواء*في عزلة الخواء*ليقارع أوهامه القاتمة*ويصارع أحلامه العارمة…..

…