تُعتبر المشكلة الاجتماعية التي ألقت بضلالها على كاهل الإنسان فأثرت سلباً على سير منظومة حياته وما يرتبط بها من مجالات أخرى، فهذه المشكلة أشبه بإحدى مستعصيات العصر التي عجزت عن حلها حلاً جذرياً العديد من الأنظمة، نظراً لما تحمله من معطيات لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يستلزمه دراسة المشكلة الاجتماعية دراسةً مستفيضة عميقة ومن كل الجوانب المحيطة بها حتى يتم الخروج بالنتائج الصحيحة القادرة على إزاحة شبحها من صدور و نفوس البشرية جمعاء و يمكن من القضاء على مخلفاتها السيئة.

النظام الشيوعي والمشكلة الاجتماعية

ولعل من بين تلك الأنظمة التي خرجت للواقع النظام الشيوعي و انخراطه ضمن تلك الأنظمة التي حاولت وضع الحلول الناجعة التي تساهم في القضاء على المشكلة الاجتماعية و إنهاء جميع مظاهر التدهور الذي لحق بالإنسانية بسببها.

في دراسة موضوعية لما يرتكز عليه هذا النظام نرى أنه يعتمد كلياً على مبدأ رفض الملكية الخاصة و اعتماد بديلاً لها يقوم على إفناء الفرد في خدمة المجتمع أي بمعنى أن الملكية العامة قامت كبدل ناجح – من وجهة نظر الشيوعي – للملكية الخاصة، وهذا بحد ذاته تصميم جديد للمجتمع في الساحة يعمل على ذوبان الفرد في محيطه الذي يعتمده و يؤمن به.

أَملُه في أن يمتد فكرهُ إلى أبعد نقطة في العالم

فبعد أن تمكن هذا النظام من السيطرة على قوى عظيمة و مترامية الأطراف منها الاتحاد السيوفيتي و الصين فقد كان يؤمل أن يمتد فكره إلى أبعد نقطة في العالم لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن فبسبب نظرته القاصرة لمجريات الأحداث وعدم امتلاكه الأدوات الصحيحة و الحلول الناجحة في قراءة الواقع قراءةً صحيحة فقد مني بالفشل الذريع و قد تعرضت أحد أقطابه الأساس إلى الانهيار.

مقالات متعلقة بالموضوع

رأي المحقق الحسني في النظام الشيوعي

فالشيوعي نظام قام على أنقاض غيره ولم يعطِ النظرة الثاقبة لمعالجة المشكلة الاجتماعية بل زاد من الطين بله فقد مارس أبشع صور تكميم الأفواه و تقييد الحريات و خنق الأصوات الحرة و الهيمنة على الإعلام و عامل الأمة بيد من حديد حتى أنه عاقب على الظنة و التهمة التي تفتقر للدليل وهذا ما جعله يسقط بشر أعماله و يقع في فخ الفشل الذريع بمعالجة المشكلة الاجتماعية وهذا ما أكده المحقق الحسني في بحثه الفلسفي الموسوم ” فلسفتنا بأسلوب و بيانٍ واضح.

والذي يأتي ضمن سلسلة البحوث الفلسفية الحلقة الأولى قال فيها: (أ فترى أن المشكلة الاجتماعية تحل حلاً حاسماً إذا رفضنا مبدأ الملكية الخاصة و أبقينا تلك المفاهيم المادية عن الحياة كما حاول أولئك المفكرون الشيوعيون؟ وهل يمكن أن ينجو المجتمع من مأساة تلك المفاهيم بالقضاء على الملكية الخاصة فقط؟ و يحصل على ضمان سعادته و استقراره ؟ مع أنَّ ضمان سعادته و استقراره يتوقف إلى حدٍ بعيد على ضمان عدم انحراف المسؤولين عن مناهجهم و أهدافهم الإصلاحية في ميدان العمل والتنفيذ).

فيديو مقال فلسفتنا بأسلوب و بيانٍ واضح: هل نجح النظام الشيوعي في حل المشكلة الاجتماعية؟

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ