حظيت الزهور بعشق الإنسان منذ بداية الخليقة فتغنى بألوانها وأُصيب بهوس العشق لشذاها الفواح، شغف الروح الإنساني على مدى العصور بزراعتها حتى ترعرعت لتعتلي رمز الحب والمودة يتهاداها العشاق والأهل والأصدقاء وكل من يريد أن يقوي من علاقته بمحيطه.

الأزهار البشرية

إلا أن هناك زهور من نوع مختلف زهور من بني جنسنا البشري شاءت أقدارها بأن تفوح من حولها رائحة الدماء جراء أبرياء هنا وهناك في عالمنا العربي الذي وقع في براثين وشباك تلك الضلالات الفكرية وجماعاتها لتكتسب لون ورائحة الدم، بلى، نعم أنها زهور من نوع مُختلف إنها زهور ادمية أدمت عامها بقلوب تملئها البراءة، لتُساهم بقبح الوحوش البشرية  في استغلال سذاجتنا العربية ليُصبح المجرم والضحية في آن واحد، طفل بريئ أو أبواه أو مسن لا حول ولا قوة.

إنهم آدميون بروح أزهار منذ حداثة العمر، باتوا ذكرى عام وتحولاته التي صبغتها الحروب والعمليات الإرهابية والنزوح الاجباري بين بلداننا، وتبدل التحالفات بل ولتتسع عدم الثقة ليشمل الديمقراطيات الغربية وانتكاس التحالفات العالمية لتحل محلها الشعبوية، وفوبيا الأجانب التي اجتاحت المجتمعات الغربية خاصة، اضافةً لتعثر لغة الحوار، ليحل مكانها حكم السلاح المنتشر خارج سلطة العقل.

مقالات متعلقة بالموضوع

الحرب و ويلاتها

  • إنها حرب تشهد تبدلا للمواقع حيث يتبادل الأعداء والأصدقاء مواقعهم بشكل متعسف وباستمرار، حرب لا يستطيع المشاركون فيها رؤية نتيجتها، لا يبدو أي من الأطراف المتمرسة في سوريا والعراق لقمة سائغة لكن لا يمكن الرهان على أي منهم على ما يبدو.
  • ومن المرجح أن تستمر هذه الحرب الحالية مستعرة بدون التدخل الأمريكي، ولا يستطيع البنتاجون أن يجرؤ على توقع متى تنتهي الحرب في أرضها الخصبة، فالحدود والمتحاربون والولاءات والأهداف العسكرية في الحرب السورية سائلة إلى حد يصعب معه أن تتوافق مع توقعاتنا المعتادة.
  • ولا توجد أيضا على ما يبدو مؤشرات السلام، فلا توجد محادثات للسلام (عدا تدخلات روسيا) قيد التشكل ولا توجد دبلوماسية مكوكية ولا توجد مؤشرات على وجود قوة غافية على وشك أن تمارس قدرتها على إيجاد سلام دائم بتدمير الآخرين.

عام أورثنا هذه الحرب، وجعل منها حربه وحرب عام نجهل أحداثه القادمة على مدد البصر، حرب ضحاياها عرب وأبرياء.

فيديو مقال عام خارج سلطة العقل

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ