الأقسام سياسة وفكر

يَحرمُ سفك الدماء وزهق الأرواح مهما كانت الأسباب

إن ما جرى بين أبني آدم ( عليه السلام ) ليس بالغريب علينا، و أحداث تلك القصة التي ينقلها لنا القرآن الكريم فيها من الدروس و العِبر القيمة و الشديدة الوقع و الأثر في النفوس، فهذه القصة و غيرها الواردة إلينا تحتم على أبناء البشرية جمعاء بضرورة التدبر فيها و الغوص في أعماقها لكي يكونوا على حذرٍ شديد و عقلية متفتحة قادرة على تميز الخطأ و الصواب، تمييز العدو من الصديق.

نفوس الأبرياء والمطالبة بالحياة

ليس من المعقول أن كل ما نراه يحمل بين طياته عنوان الصدق و الحقيقة الناصعة، و يدعو إلى الرحمة و السلم و الأمان،فالحياة فيها الكثير من المنغصات، و فيها الجانب الايجابي و الآخر السلبي، فيها الاختلاف في وجهات  النظر وهي ليس مدعاة للحقد و الظغينة بين الناس، بل لها وجهان ، وجه الحقيقة المشرقة التي كم طال الانتظار في ظهورها، و سيادة صولتها الإنسانية وعلى سائر ربوع المعمورة، و أما الوجه الآخر هو وجه الشيطان و جه القتلة و الظلمة و سفاكي الدماء و زاهقي الأرواح ظلماً و جوراً.

لا لشيء سوى لجني الأموال الطائلة و التشبث بالحياة و زينتها الفانية، ولعل الكثير من المرتزقة الذين جعلوا من نفوسهم مطية للشيطان و أعوانه الأبالسة الضالين المضلين وهذا ليس بالغريب على كل مَنْ أتبع هواه الضال، فقد أصبحت نفوس الأبرياء و المطالبين بحقوقهم المشروعة هدفاً رخيصاً لتلك الثلة الطاغية فلم تتوانى في سفك الدماء و قتل ريحانة الحياة شبابنا الواعي واجهة المجتمع الطيبة و بكل برودة أعصاب و كأن هذه الشريحة رخيصة الدم ولا قيمة لها في الحياة و هذا العالم الفسيح.

لماذا تُذبح ريحانة قلوبنا؟

في حين أن الشباب هم وبكل ما تعنيه الكلمة بحق قادة ومن الطراز الاول، وهم خير مَنْ يعولُ عليه في قيادة دفة السفينة إلى بر الامن و الامان، وبهم سنرى نور الحرية يلمع من جديد في أفق سماءنا، ففيهم الطاقات الكامنة التي لو فسح لها المجال لنرى حينها عراق جديد تتغنى فيه نسمات الامل السعيد، و أيضاً ستنهض الامة بكامل ثقلها و قوتها و نشاطها المشرق نحو بناء نفسها وكما كانت عليه في سابق الازمان لعصورها الذهبية، إذاً لماذا يُقتل أبناءنا؟ لماذا تُذبح ريحانة قلوبنا ؟ لماذا تُزهق أرواح شبابنا ؟ لماذا و لماذا يا ساسة العراق تقتلون كل بارقة أمل جديد في بلادي التي تجرعت الكثير الكثير من جرائم أياديكم المتعطشة لسفك الدماء و زهق الأرواح ؟ فإلى متى تبقى الدماء تسيل ؟ و إلى متى تبقى الأرواح تسقط ومن دون جرم و جريرة يقترفها شبابنا ؟

مقالات متعلقة بالموضوع

تقتلون الشباب مقابل ماذا؟

فالله تعالى جعل حرمة الإنسان أعظم مكانة من بيته المحرم فقال : ( فمَنْ قتل مؤمناً متعمداً فقد قتل الناس جميعاً ) فكيف بكم و أنتم تسفكون الدماء و تقتلون الشباب مقابل ماذا ؟ و لماذا أصلاً ؟ أمن أجل الكرسي و الجاه و المال ؟ فانظروا إلى كل مَنْ سبقكم بالتسلط على رقاب الناس بالقوة و السيف و المكر و الخداع فماذا خلفوا وراءهم غير لعنات الناس و التاريخ عليهم ؟ فمصيرهم حتماً في مزبلة التاريخ و صفحاته السوداء ؟ فاعتبروا يا حكومات العراق و اتعظوا إن كنتم من أصحاب العقول.

ومن أجل أن يعي الجميع مرارة ما يجري على الشباب و عِظم ما يدور في الكواليس عليهم من مخططات دنيئة تريد النيل منهم و تضعف من عزيمتهم و تزعزع صبرهم في الصمود و الثبات حتى تحقيق المراد في إنقاذ العراق و كسر القيود التي عطلت حياة شعبه الصابر المظلوم فقال السيد الصرخي الحسني ما نصه : (( لا يجوز مطلقًا الاحتكاك والتصادم والاعتداءات بين المتظاهرين وإخوانهم من القوات الأمنيّة، ويَحرُم جدًا سفك الدماء وزهق الأرواح مهما كانت الأسباب )).

التفاتة جميلة من لدن المعلم الأستاذ و هذه الدعوة إلى السلم و السلام لم تكن وليدة هذه المرحلة العصيبة التي يمرُّ بها العراق و شبابه المضطهد بل إنما هي ظهرت إلى النور ومنذ أن أعلنت تلك المرجعية الوطنية عن قيمها و مبادئها الإنسانية و التي تنبع من قيم و مبادئ ديننا الحنيف .

فيديو مقال يَحرمُ سفك الدماء وزهق الأرواح مهما كانت الأسباب

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ