برع برع ياستعمار! كلمات خالدة عقب طرد المستعمر البريطاني من عدن 1967م .. لكن ماذا بعدها؟ وماذا عن اليوم؟ فبين جبهة التحرير والجبهة القومية وقع الوطن في فخ الوحدة 1990م التي عملت على تقدّم صنعاء 30 عاما للأمام، وأرجعت عدن 30 عاما للوراء.

من منا من لا يعرف صنعاء أو عدن اليوم!

من منا من لا يعرف صنعاء أو عدن اليوم! دعونا من الجانب السياسي العسكري قليلا؛ وإن يظهر للعالم أن في صنعاء قوة تدافع عن وطن وقيم آمنوا بها و أوصلوها للعالم بسيناريوهاتهم الخاصة. و في عدن يتكرر المشهد فقط بين شبيه الأمس المظلم الجبهة القومية وجبهة التحرير والحليم تكفيه الاشارة. أضف الى ذلك أن ما يحدث في عدن اليوم هو في الحقيقة معركة اراضي، ونهب ممتلكات عامة وخاصة، ومحاولة تطبيق نظام يخضع له المواطن الغلبان فقط.

المقارنة بين العاصمتين: صنعاء وعدن

لعلي أعطي مثال بسيط آخر يوضح للقارئ الكريم حقيقة وسوء المشهد والمقارنة بين العاصمتين أو الدولتين الوهميتين أن صح التعبير. لم أجد أي جامعة في عدن تقبل طموحاتي وأستغلال سنوات الحرب في تحضير رسالة الماجستير بالقرب من عملي و بين أهلي. فاضطررت للسفر نحو صنعاء دافعا مبالغا كبيرة أنهكت كاهلي نحو طموح وهدف يستوجب الكفاح المستمر. أدهشني فعلا التطور الثقافي التي وصلت له صنعاء بجامعاتها ومكتباتها و قوة البحث العلمي و نشاطه الحي هناك.

فدخلت يوما مكتبة الجيل الجديد بضخامتها التي هي على مستوى المول في عدن. فقلت للمشرف هناك لو باستطاعتكم تطوير مكتبة الجيل الجديد  – فرع عدن – التي هي بمثابة غرفتين كانت في شارع الملكة أروى في كريتر سابقا؟ فرد عليّ: نحن نزود كتب الى عدن بقدر ضئيل بما يتناسب مع سياسة الشراء و ثقافة الناس هناك محدودة جدا. أنتهى.

مقالات متعلقة بالموضوع

واقع مريب ومهين

طبعا كلام صعب جدا يعكس واقع مريب و مهين بينما تتزين جامعات صنعاء بشوارع من المكتبات العملاقة و دور النشر والطباعة الحية والنشطة و قوة شرائية هائلة من قبل شريحة واسعة من المجتمع: طلاب، طالبات، مثقفين و عوام… مازالت جامعة عدن محاطة بسياسة ” الكشك، أو كشك الجامعة”. نتيجة مخيبة جدا.. بل يتوارد الى مسامعي أن اراضي شاسعة من محيط عجامعات دن تم السطو عليها.

هل هناك أمل في صنع زمن جميل من لا شيء؟

عدن تم قصفها 2015م وخلال المدة -الطويل العرض- لم يتضح لنا اي شيء. نذير شؤم جدا. لا اريد الخوض في هذا، ولكن هل هناك زمن جميل حدث في عدن والجنوب من قبل؟ هل هناك أمل في صنع زمن جميل من لا شيء الآن؟ هل يمكن للعدني و اللحجي والضالعي والابيني و الشبواني والحضرمي وصاحب مهرة ان يحطوا يداتهم في يد بعض في انتهاز الفرصة وبناء دولة و تفعيل الشرطة والأمن الموحد والنهوض بالبنية التحتية؟. إن كانت الاجابات نعم. فالخير موجود وخلال عامين فقط سيتغير كل شيء أجمل في ارض الجنوب. و أن كان غير ذلك. فعظم الله أجرك يا وطن لم نملكه ولن نملكه قط.

فيديو مقال برع برع يا عدن!

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ