في النظرة الاولى قد يبدو العنوان ذو معنى ساخر خصوصاً بتواجد كلمة الدجاجة في وصف صراع سياسي يصل إلى أعلى مراحل التصعيد بين البلدين وأي تصعيد غير مدروس من أي طرف قد ينشب حرباً من الممكن أن تصبح حرباً عالمية.
هذا هو المعنى والمغزى من لعبة الدجاجة المصطلح الذي اطلقه كبار السياسة في اوربا وامريكا على العلاقات المشحونة التي قد تنشب حرباً ، وتتسم هذه العلاقات بالصراعات والتصعيد المستمر بين دولتين حيث تقوم احدى اطراف النزاع بالتصعيد الغير مسبوق المحفوف بالمخاطر تجاه الدولة الاخرى حيث تصبح الاخيرة في موضع محرج بخيارين احدهما الرد بالحرب الشاملة او الصمت وتقبل الخسارة في فترة محددة ، وهذا ما يوصف الطرف الذي اكتفى بعدم الرد بالدجاجة التي تقبلت الهزيمة ولم تعلن الرد والحرب تجاه الاستفزاز التي قامت به الدولة الاخرى.
هذا الصراع والوصف لم يقتصر على العلاقة بين امريكا وايران حيث شهدت عدة دول صراعات عديدة اضطرت العديد منها الى ان تصبح بموضع الدجاجة وتقبل الهزيمة تفادياً للحرب وابسط مثال على هذه الحالة هو الصراع المستمر والاستفزات المتكررة بين الهند وباكستان الدولتان التان تتلكان القنابل النووية وتنزاعهما في قضية كشمير حيث تبادل طرفي النزاع العديد من الاستفزازت والتصعيد المستمر وصلت الى اسقاط باكستان للطائرتين حربية تابعة للجيش الهندي كانت متجه لقصف مواقع باكستانية رغم ذلك اصدرت باكستان بياناً بأنها لا تريد الحرب.
وتبادل الطرفان الادوار بين مستفز ومهزوم طيلة الاعوام الماضية دون الدخول في حرب مفتوحة ، بينما نجد لعبة الدجاجة بصورة مختلفة في السياسة التركية حيث اقدمت تركيا الى صنع حدود مائية في البحر المتوسط مع ليبيا رغم اعتراض وعداء جميع دول المتوسط لقرارات تركيا في الحصول على المساحات المائية والسعي في التنقيب عن حقول الغاز فهي الان بموقف قد يجعل دول المتوسط ان تعلن الحرب ضد سياسات انقرة لكن لا احد من الدول اليوم ترغب الدخول في عالم الحروب لذلك اكتفى الجميع بالصمت تجاه هذه الاستفزازات بموقف وصفت كانه صراع لعبة الدجاجة.
يتكرر المشهد حينما سيطر بوتن على شبة جزيرة القرم بواسطة القوى العسكرية المتمثلة بالجيش الروسي رغم استياء المجتمع الدولي لكن الكل جميع الاطراف لا ترغب بدخول حرباً عسكرية شاملة لذلك اتخذ العالم موقف الصمت لخطورة الوضع الذي قد ينتج عنه حرباً كبيرة
والان نشهد اعلى مراحل الصراع بين امريكا وايران فكلا الطرفين قد اجادوا لعبة الدجاجة طيلة السنوات السابقة في ضرب مصالحهما والتصعيد والاستفزاز بين الدوتين حيث نذكر اهم مراحل الصراع الامريكي الايراني في سبعينات القرن الماضي عنما حاصر المحتجون الايرانيون مقر السفارة الامريكية في طهران وقتلو عدد من الدبلماسين اضافة الى اعتقال اخرين بموقف عدائي كاد ان يعلن حرباً بين البلدين.
كذلك تم اعادة سيناريو السفارة في بغداد بعدما خرج عدد كبير من اتباع المليشيات الموالية لايران لتهديد السفارة الامريكية ببغداد وتكسير عدد من البوابات وكاميرات المراقبة تنديداً للقصف الامريكي على مواقع حزب الله في مدينة القائمة وجاءت هذه الحركة ضمن سلسلة من التصعيدات بين البلدين انتهت بقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني وقصف القاعدة الامريكية عين الاسد غرب العراق بصواريخ ايرانية ليخرج بعدها الرئيس ترامب ليعلن عن نهاية التصعيد وعدم الرد تفادياً للحرب.
هذه الحالات واكثر عرفت سياسياً بلعبة الدجاجة تتقبلها العديد من الدول لأجل عدم الدخول في الحروب التي لا تجلب لبلدانها سوى العبئ الاقتصادي والاف الضحايا والجرحى.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد