قد يعتبر هذا السؤال منذ أول وهلة، سؤالاً مرعباً و غير منطقي، خاصةً للمتشددين دينياً ، لكن لو تأملنا جيداً هذا السؤال ، و أردنا أن نُعيد صياغته بطريقة أفضل _ في غاية البساطة_ نقول: هل يستطيع العلم ( الطب ) إنعاش الموتى؟ فمن المعلوم أن الله هو الذي يحيّي و يُميت ، هو وحده القادر على فعل كل شئ في هذا الكون، من أصغر جزء في المادة إلى أضخم كوكبٍ في المجرة.
لقد كتب طبيب الإنعاش البريطاني ” صام بارنيا ” Sam Parnia كتاباً يُثير الدهشة بمجرد أن تأتي أعيننا على عنوانه ، الذي هو ” محو الموت ” ERASING DEATH ففي هذا الكتاب يناقش هذا الطبيب مسائل كثيرة هامة ، مثل مشألة إعادة القلب للنبض بعد مدة زمنية من توقفه ، وكذلك إعادة العقل أو الدماغ للعمل بعد مدة من تعطله ، أي إعادة الوعي للإنسان ، فالمدقق في صفحات هذا الكتاب الشيق سرعان ما يجد تأكيد ” صام بارنيا ” بأن إعادة القلب للخفق بإمكانه أن يحدث خلال مدة زمنية قد تصل إلى 4 ساعات ، أي ما يعادل 240 دقيقة ، ففي تعريفه للموت يقول هذا الطبيب و يؤكد بأن الموت الحقيقي REAL DEATH هو موت خلايا الدماغ ، الذي يكون حامل للذاكرة و حامل لذات الشخص.
من أكبر إكتشافات ” علم الإنعاش ” هو أن تبريد أجسام الأشخاص المصابين بتعطل على مستوى القلب ، الذين يعانون من سكتة قلبية ، قد يزيد من إحتمال نجاتهم بعد ساعات أكثر ، و يؤكد عالم الإنعاش هذا _ أي صام بارنيا _ على ضرورة تبريد المصابين بعد تعرضهم لسكتة قلبية ، وهذا ما يبطئ من عملية التفكك و موت الدماغ عندهم ، بالإضافة إلى ضرورة مراقبتهم ، مراقبة جيدة خلال الساعات المواليّة لساعة التوقف القلبي عن العمل .
ما يحدث هو أن الشرايين الهامة أو الأوعيّة الدماوية تعرضت لإغلاق ، أو وجود مشكلة كهربائية للقلب تجعل من الدماغ في حالة نقصٍ من الأكسجين ، ما دام الدم لا يتدفق كعادته في الجسم البشري ( الدم يوفر للدماغ الأكسجين و يخلصه من ثاني أكسيد الكربون CO2 ) فالموت الدماغي بطبيعة الحال ، يستغرق عدة ساعات ، و هذا الأمر يعود لعدة أسباب منها ” الحرارة ” ، فالموت ليس لحظة ، الموت هو عملية تحدث من السكتة القلبية إلى الموت الدماغي الكامل اللارجعي ، وهذا الموت اللارجعي ، لا يمكن أن يحدده أي إن كان و أن يعرف مدة حدوثه ، كذلك إن إمكانية عيش الإنسان بعد السكتة القلبية حسب صام بارنيا هو 2 إلى 3 % إذا كان الأشخاص بعيدين على المستشفى ، و في المستشفيات تصل النسبة إلى 20% وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة السابقة .
إن إعادة المصابين بسكتة قلبية للعيش ، هو أمر مرتبط أساساً بمدى توفر الآليّات و المعدات اللازمة لهذا الغرض ، كذلك يؤكد صام بارنيا أن هنالك عدد من الأشخاص الذين نجوا و تمكنوا من الحياة ، بعد تعرضهم لسكتة قلبية وصفوا لنا ما عاشوه في تلك الفترة ، أي فترة الموت ، لهذا وجب التأكيد هنا بأن إنعاش الموتى مفهوم ليس مثل إحيائهم ، لأن الإنعاش من الممكن أن يحدث ، أما الإحياء فلا يمكن أن نتحدث عنه في ميدان الطب بصفة خاصة و في ميدان العلم بصفة عامة .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد