وحيد في غرفة الانتظار ، قلق على حالتي ، متشائم من التحاليل ، منهك من ذلك الكيماوي اللعين ، محبط من كل شئ . انتظر حصتي الأخيرة للكيماوي مع الطبيب لتظهر بذلك النتيجة النهائية و تتبين حالتي الأخيرة.

لأُعرِّفكم بنفسي

لأعرفكم بنفسي أولا أنا عمر من قرية نائية تكاد تنفى من الوجود ، مصاب بمرض العصر الذي لطالما أنهكني و أخذ كل ماأملك بسبب علاج دون جدوى . ترعرعت في جو يعمه الفقر و الإحتياج ، عشت طفولة بأساء لا يرضاه إلا راض عن قدره , من كلماتي هذه تظنون أني كبرت و عشت ، لالا أنا لازلت في التاسعة عشر من عمري ، و قد عانيت الأمرين الأول مرض ينهش جسمي و الثاني فكرة.

حديثي ليس عن السرطان وإنما عن تلك الفكرة التي تعد أخطر من السرطان

أتعلمون ماذا ؟ حديثي هذا ليس عن السرطان إطلاقا و إنما عن تلك الفكرة التي تعد أخطر و أعظم من السرطان نفسه ، فكرة سرطانية . يقال أنه مرض فتاك و كذا و لكن لا ليس كتلك الفكرة التي ترسخها أنت بذاتك فتحطمك عن بكرة أبيك ، أكيد أنت من يرسخها لأنك تعطيها مجال لتعم في أرجائك.

ماذا يحدث عندما تدخل تلك الفكرة إلى رأسك؟

بطبيعة الحال أنت إنسان و لك عواطف و مشاعر و المساس بها يضر و يتعب ، فأنت حين تدخل في رأسك تلك الفكرة اللعينة ، فكرة الخسارة ، الخسارة المطلقة أي أنه لا سبيل لك للنجاح و لا سبيل للتطور فأنت تهدم نفسك ، تهدم ما بناه أبوك منذ ولادتك و طيلة حياتك ، أنت تفسد مشروع أمك لصنع رجل أو امرأة على الأصل.

صديقي أُهديك رسالة من القلب للقلب

صديقي أهديك رسالة من القلب للقلب لأحرك مشاعرك ، لكن استقبلها بعقلك و تدبر فيها بما يكفي فالقلب وحده لا يكفي :
تخيل أنك وحيد و حزين و محبط و كل ما يحطم الانسان بك و حولك و زيادة على هذا رسخت في نفسك فكرة هدامة ، فكرة لا صلة لها و لا صلاح ، فكرة غايتها التدمير ، ماذا سيحصل لك ؟ ماذا سيحصل لأهدافك و لطموحاتك ؟ لكل الحيثيات التي تدور بك ؟
طبعا لن تجد إجابة لأنك رسخت تلك الفكرة ألا وهي فكرة أنك عاجز ، أنك لا تستطيع ، أنك في مكان لا يساعدك …لالا و الله لا، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، و بناء عمارة تبدا بحفرة ، و بناء أمة تبدأ بخطاب . و أنت لو أردت لفعلت و لو أردت لنهضت لانتفضت و نفضت غبار الفكرة السرطانية ، الفكرة اللعينة الخطيرة التي ستفنيك و أنت حي فغير تغير و يتغير من حولك.

مقالات متعلقة بالموضوع

فيديو مقال فكرة سرطانية

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ