تصاب الكثير من النساء بحالة اكتئاب وإحباط شديدين بعد الطلاق ويشعرن بخوف من المستقبل وكلام الناس في مجتمع يعتقد أفراده أن الطلاق وصمة عار على جبين المرأة التي تعاني الأمرَّين.
وتبدأ الأسئلة المتعبة تتوارد إلى ذهنها لتعكّر صفو حياتها من قبيل: لماذا حصل ذلك معي بالتحديد؟ ولـــمَ لا يوجد أحدٌ يقدّر المعاناة التي أعيشها الآن؟ وكيف سيكون مصير حياتي لو لم يجمعني القدر برجل يصبح شريك حياتي المستقبلي؟ وهلمَّ جرَّا.
في الحقيقة إن الأنثى تشعر بُعيد الطلاق أنها ضحية زواج فاشل ومجتمع لا يرحم، لكن هذا ليس حال جميع النساء، لأن بعضهن تعلَّمن كيف يتعافين من الطلاق بتوقفهن عن لعب دور الضحية، فكلمة ضحية تعني أن شخصاً ما قد تألم أو تأذَّى أو خُدع، ومن الطبيعي أن يشعر الشخص بأنه كذلك نتيجة انفصاله عن شريك حياته، ولا ضير من الحزن والغضب لكن لفترة وجيزة، فإذا أرادت المرأة أن تتعافى من الطلاق عليها أن تتوقف عن لعب دور الضحية وتنهض لتبدأ حياة جديدة.
صحيح أن الأمر لا يبدو يسيراً أو بسيطاً، لكنه من الجليَّ أن المرأة في تلك الحالة لا تملك سوى خيارين؛ أن تتقن دور الضحية إلى ما تبقَّى من حياتها وتلقي باللوم على الظروف والجميع من حولها، أو أن تخرج من حزنها وتحصل على الحياة التي ترنو إليها، وهذا هو الخيار الصحيح.
إن الطلاق لا يعني نهاية العالم ولا خاتمة السعادة، ففي التاريخ نماذج لمئات النساء اللواتي انفصل أزواجهن عنهن لسبب ما بغض النظر عن المخطئ، لكنهن لم يستسلمن لمشاعرهن السلبية واتهامات المجتمع وكلام الناس الذي لا ينتهي، بل لاحقنَ أحلامهن وقدَّمن للبشرية خدمات وإنجازات جليلة وأثبتن أن مصير الإنسان بيديه لا بيدي غيره وأن الإرادة تصنع المستحيلات.
ولا بأس بفترة قصيرة تقضيها المرأة المطلَّقة في التعبير عن حزنها وخيبة أملها بعد زواج كانت ترجو نجاحه، لتبدأ حياتها من جديد وتسعى بكل صبر وأمل وعمل دؤوب على كسر الحواجز المجتمعية وتخطّي العقبات التي يحاول الآخرون وضعها في طريقها والتغلُّب على مشاعرها الدفينة التي تحاول أن تستبدَّ بقلبها وتوقفه عن الخفقان باسم الحياة والحب والأمل. يقول إبراهيم الشملان: «خذ عبرة من الطير.. لا يخاف ولا يحمل هم الصقور الحائمة فوق رأسه رغم أنها رأت مصرع الكثير من مثيلاتها أمام عينيها.. لكنها ما زالت تطير في السماء».
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد