دقت الساعة التاسعة والنصف مُعلنة عن بداية الشوط الثاني من إحدى مباريات دوري الأبطال و معها حلول وقت نوم صغيري محمد، حتى يتسنى له الاستيقاظ لمدرسته صباحاً.
لأجل استيقاظ محمد صباحاً تُرصد مقاربة لوجيستيكية و استنفار أمني يَشل جميع القطاعات الحيوية للبيت من مخازن للطعام و معامل تخصيب المفاعلات النووية المرحاضية، تُطفأ الأنوار و تدوي صافرات الإنذار و يُحظر تشغيل التلفاز بقرار أُممِي، نُدخِل إلى غرفة النوم كرهاً هذا الأمير الصغير المُستبِد و النرجسيُّ في نومه.
فبعده لا وحشاً يسير و لا طيراً يطير و لا سامراً يهنأ بسهرته الكروية، فور دخوله للغرفة يبدأ بترنحاته و شطحاته المعتادة، ينط و ينط على السرير ثم يهوي عليَ بكل ما أوتِي من قوة و كأنه جون سينا مصارع الكاتش المشهور، يُعاود الكرة مرة و اثنين و تستمر المصارعة من طرف واحد، ينفذ صبري فأُوقف النزال بصرخة وَهَّمتُ نفسي بأنها صرخة قاضية لكنها لم تجدي نفعا بل زادت الطين بلة.
أدخلته في هيستريا من الضحك أكثر من أن تردعه عن تصرفاته، إذا العنف لم ينفع وجب تغيير الاستراتيجية و من الأفضل اللجوء إلى أسلوب المسكنة و لعب دور المظلوم، اغرقته بعبارات التوسل و وصفته بأجمل الصفات بل وعدته بأثمن الهدايا و الهبات إن هو استلقى على سريره لينام، أخيرا أَدعن و قرر أن يوقع على معاهدة هُدنة طويلة صالحة إلى صباح الغد و نام أو قل تظاهر بالنوم و تقمس دور الغاط في نومه.
سكنت حركاته عندها قررت الخروج لإتمام موعدي الغرامي مع المباراة، تسللت على أطراف أصابع مثل الواقع في حقل من الألغام، أخرج و بعدها أغلق باب الغرفة خلفي و الذي أصدر صوتا موسيقياً مزعج و كأنه يعلن الولاء تحث توصيات من الجنيرال محمد، أتحسس بيدي غرفة الجلوس باحثا عن جهاز التحكم في ذلك الظلام الدامس و بعد عناء و تخبط أجدها، اضغط على زر التشغيل مترقباً في شوق متلهف لصوت الشوالي الذي لا وجود له، سمعت صوتاً ميَّزته و الذي كان صاحبه أحد خبراء المحللين يناقش المباراة و تكتيك المدربين.
إذا انتهت المباراة تحث ذهول و إحباط أطلقت بعده وابلا من اللعنات على حظي، رفعت رأسي في تذمر لمحت معه طيفاً خلف باب الغرفة كان لمحمد يُطل علي برأسه و عيناه تلمعان و تعلنان النصر، مطلقاً ضحكة ساخرة ظاهرها شرير و باطنها براءة تسحر القلوب، و خرج يجري في اتجاهي ليرتمي بسرعة في أحضاني مردداً بابا بابا غنِّي لي ” ديكٌ رومي لونه آاااسودٌ”خرجت من هذه المعركة بخفي حنين، لا أنا أكملت المباراة و لا محمد غاص في نومه، و بالتالي كما يقول المثل الشعبي لا دي دي لا حب الملوك.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد