كتا قد وقفتا في المقال السابق عتد تغريف النص لغة .أما اصطلاحا فقد وردت كلمة نص بصيغ مختلفة على ألسنة النحاة اللغويين والفقهاء البلاغيين العرب، ولكن هل كانوا يقصدون بها ما يراد بها اليوم؟يقول أحدهم “وفيه (أي القرآن الكريم) “فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى” طه/117. خاطب آدم وحواء ،ثم نصَّ في إتمام الخطاب على آدم وأغفل حواء.”(1) والنص في هذا الكلام يعني ما لا يحتمل إلا معنى واحدا ، وهو معنى بعيد –كما هو واضح- عن المعنى الذي أصبح للنص اليوم.(مفهوم النص) (اقرأ المزيد من المقالات على موقع مقال من قسم أدب).
ما أود أن أشير إليه في هذا السياق هو أن النحاة واللغويين والفقهاء والبلاغيين العرب “لم يستعملوا هذا المصطلح (النص) للدلالة على ما يدل عليه اليوم ، يدلك على ذلك أنه فيما عرضنا من استعمالاته كان دالا على الحدث ، ولم يتمحض للاسمية ، وبالتالي يمكن أن نقول : إن استعمال النحاة واللغويين والفقهاء والبلاغيين للكلمة (النص) لا يكاد يمت بصلة إلى ما نعنيه اليوم بكلمة “نص” فنَصُّهم مختلف عن نصنا بدليل أنه لم يعرف عندهم الثنائية المعنوية القائمة على التقابل بين معنى الحدث ومعنى الاسم التي عرفها الكلام والخطاب.
النص عند النحاة واللغويين والفقهاء والبلاغيين القدامى لفظ دال على معنى الحدث لا يفارقه، ومن أدلة ذلك عدم عثورنا على استعمالات عمدوا فيها إلى جمع النص على نصوص باعتبار أن الجمع أفضل رائز للاستدلال على مفارقة المفردة لقسم المصادر وانتقالها لقسم الأسماء.
النص عندنا اليوم لفظ تمحض للاسمية ويدل على معنى الاسم لا يكاد يفارقه ، وبالتالي فإننا نعتقد أن استعمالات النحاة واللغويين والفقهاء والبلاغيين لعبارة النص كتلك التي وردت فيما رأيناه من أقوالهم لا يمكن أن تركب مطية للاستدلال على استعمال هذه المفردة بالمعنى الذي أصبحنا نستعملها به اليوم.”(2)
هذا ، ولم يكن النحو الغربي القديم أو اللغة والبلاغة – كما أوضح أحد الباحثين- بأسعد حظا من النحو واللغة والبلاغة العربية في هذه المسألة، بل كان النحو العربي واللغة والبلاغة أسعد حظا من غيرها حيث عرف النحو العربي القديم هذه الكلمة (النص) مفهوما ،وإن لم يعرفها مصطلحا، وأقصد بذلك معرفة النحو العربي لمصطلحات، الكلام والخطاب والقول.
وخلاصة القول في هذه المسألة:إن مصطلح النص بالمفهوم الذي له في الدراسات الحديثة أمر غريب عن النحو العربي وعن نحاته ولغوييه وبلاغييه ، فقد أطلقوا لفظ (النص) على نوع خاص من الكلام اعتبروا فيه جهة خاصة في حصول المعنى ، فاللفظ المحكم في نظرهم هو النص أما اللفظ المتشابه فليس نصا ، لكننا إذا قارنا بين ما حدثنا به من غياب النص مصطلحا ومفهوما من أمهات النظريات اللسانية الحديثة بحديثنا عن غيابه من النحو العربي لاحظنا فرقا بعيدا ، فهو في الأولى غياب من حيث المصطلح والمفهوم وهو في الثاني مجرد غياب هذه التسمية الخاصة فيما استعملوا من المصطلحات وذلك لوجود مفاهيم أخرى في صورة مصطلحات قائمة بنوا عليها نظريتهم كمفهوم الكلام والخطاب والقول.”(3)
(شاهد بعض مقاطع مقال على اليوتيوب)
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد