بينما تسير عجلة الحياة و تتسارع عقارب الزمن تجاه التطور و بناء الحضارة الحديثة و رؤية جديدة نحو حيوات عدة في فضاءات أخرى يناقض العراق التطور ويعود بالعجلة إلى زمن الجهل والبدائية الفكرية فترى المجتمع العراقي ينخرط في أمور تصرخ بجهل أصحابها و تفاهة تفكيرها المحدود من المشاكل الأبرز التي يعاني منها المجتمع هي الازدواجية التي ذكرها الدكتور علي الوردي في عدة وفقات في مؤلفاتهُ ومنها ما ذكره “أن المسلم العراقي من أشدّ الناس غضبا على من يفطر علنا وهو من أكثرهم إفطارا”، “وأن العراقي -سامحه الله- أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة اليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته”، “وأنه أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى”، وهو “يلتهب حماسة إذا انتقد غيره في ما يخص المبادئ السامية أو رعاية العدل والعفو والرحمة، ولكننا نراه من أسرع الناس إلى الاعتداء على غيره ضرباً ولكماً حالما يرى الظروف المناسبة” وينبّه الوردي الى أن العراقي بهذه الصفات “ليس منافقا أو مرائيا كما يحب البعض أن يسمه بذلك”، ويضيف -وهنا موضع الاختلاف معه-” بل هو -الفرد العراقي- في الواقع ذو شخصيتين، وهو إذ يعمل باحدى شخصيتيه ينسى ما فعل آنفا بالشخصية الأخرى، فهو إذ يدعو إلى المثل العليا أو المبادئ السامية، مخلّص فيما يقول، جاد فيما يدّعي، أما إذا بدر منه بعدئذ عكس ذلك، فمردّه إلى ظهور نفس أخرى فيه لا تدري ماذا قالت النفس الأولى وماذا فعلت”. مقال يتحدث عن الازدواجية في الشخصية ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن الشخصية من هنا.
ففي وقتنا الحاضر نرى إن الإزدواجية تسري في خلايا المجتمع مما يعني وجود خلل في شخصية الفرد و بالتأكيد خلل نفسي فترى الفرد يفعل ما لا يصدقهُ العقل ولا حتى العين من تصرفات حُكمت عليها بالسخف و المرض لأنها بالتأكيد خارجة من فرد مريض أكد الوردي على خطورة و ضرورة التنبية لهذه المشكلة “و معالجتها علاجاً جدياً” لأن الوضع تافقم إلى التأزم ووضع حد بين التناقض الحاصل بين (القيم الحضارية و القيم البدوية) لأن المجتمع أمتزجت بهِ هذه القيم فأصبح تناقض بين الأفعال و التصرفات الفرد و التي إنعكست بشكل واضح على أرض الواقع في وقتنا فتراهم يدعون الى مقاطعة دولة معينة وعدم التعامل معها،كجزء من محاربتها،لكن في الجانب الاخر تراهم انفسهم يتاجرون بالبضائع مع تلك الدولة ويروجون لبضائعها وقد وصل الحال لدى بعضهم الى تهريب بضائعها لتدخل الى البلد، وكذلك في السياسة، أصبح معروفا لدى الكثير من الأحزاب السياسية التي تدعي بأنها ستؤمن الحياة الكريمة وستنهض بالواقع الخدمي والمعيشي للفرد العراقي،ولم تطبق أيا مما ذكرت حال وصولها لكرسي الحكم، بل تصرفت عكس ما وعدت به.
وبالنسبة لي هذه أهم و أبرز مشكلة يعاني منها المجتمع العراقي الذي بسببها أصبح مجتمع غير متزن و ذو شخصية متناقضة لا تعرف منها الحقيقة او الكذب فالمجتمع يحتاج الى ثورة توعوية تهدف الى بناء شخصية مثقفة سليمة و ذو ثقة بنفسها. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد