نموذج ايدجا هو نموذج تعليمي من تصميم الباحثة يقوم على طرح الموقف التعليمي بشكل تعاوني عبر استثارة مشكلة تعليمية يُوجه الطلاب لحلها بشكل تناظري بالاستعانة بخبرته السابقة وهذا النموذج هو دمج لأهم مبادئ النظريات الثلاثة ، حيث تؤمن الباحثتان أن التعلم يحدث على نحو أفضل عندما يتعامل الطلاب مع مشكلات تزيد دافعيتهم للتعلم من خلال محاولاتهم إيجاد حل لهذه المشكلات بشكل تعاوني.
وهذا ما أقرته عليه النظرية البنائية وبدمج هذا مع أهم مبادئ النظرية المعرفية بأن المتعلم كائن نشط يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة وبإعطائه حرية تفكير موجهة من قبل المعلم يستطيع اكتشاف حل المشكلة التعليمية بنفسه ، كل ما سبق يرتكز على معرفة المتعلم السابقة مع حدوث التعلم في عملية تعاونية حيث أن الفرد حين يواجه مشكلة يبني معرفته بشكل أفضل عند قيامه بنقاش هادف مع زملائه أو عصف ذهني موجه من قبل المعلم .
يتكون النموذج من 4 مراحل رئيسية تهدف لطرح الموقف التعليمي بشكل تعاوني عبر استثارة مشكلة تعليمية يُوجه الطلاب لحلها بشكل تناظري بالاستعانة بخبرته السابقة ، حصرت الباحثتان على دراسة مبادئ النظريات الثلاثة دراسة متقنة للخروج بنموذج جديد يطبق إيجابيات كل منها ويُكامل سلبياتها ، راعت الباحثتان خلال التصميم الحرص على بناء المعرفة بشكل تسلسلي بدمجها مع مثير مربوط بالتعلم السابق ، واعتمد على الحوار كركيزة أساسية في هذه النموذج لما له من أهمية في توسيع مدارك الطلبة وتوطيد ثقتهم في نفسهم وجعل التعليم عملية تعاونية فعالة .
تكوين النموذج بسيط يستطيع المعلم بإضافة بعد الخطوات لشرحه الأساسي التقليدي وهي خطوة الإثارة وإتاحة فرصة الحوار للمتعلمين، حيث انو بطيعة الحال سيقوم بعملية التوضيح (شرح الدرس) وتقويمه
أثبتت البحوث العلمية إن أي نشاط يقوم به الفرد لا يبدأ أو لا يستمر دون وجود دافع ، وأن تلك الحالة تتأثر بالعديد من العوامل منها ميول ( الفرد )المتعلم واحتياجاته واهتماماته وطموحاته ومستوى القلق لديه وما حققه من نجاح سابق وما يتلقاه من تعزيز وتغذية راجعة وعليه فليس من الثابت أن نجد كل المتعلمين مدفوعين بدرجة عالية أو متساوية ، ويتضح ذلك من خلال نظرية جانييه المعرفية لحدوث عملية التعلم نتيجة لحدوث تغيرات داخل البنية المعرفية في عقل المتعلم ، وقد قامت هذه النظرية على أفكار جانييه وبياجيه وأوزوبيل ، ومن أهم إفرازات هذه النظرية في التربية الاهتمام بكيفية اكتساب المعرفة ، وليس نقل المعرفة ، وبالتالي يعتبر المعلم هو المثير للمشكلة ،ويجب على المعلم أن يحدد كل الخطوات والإجراءات قبل التطبيق أو الممارسة الفعلية داخل الفصل .
ويتم ذلك عن طريق استثمار معلومات الطلبة السابقة ، وربط الدرس الجديد بخبراتهم حول الموضوع ، حيث أنه عند القيام بطرح مشكلة ما على الطلبة لن يقوم الطالب باستثارة حل لها من مخيلته بناء على التنبؤ والتخمين ،بل من الضروري أن تكون مرتبطة بتعلم سابق ، ويؤكد جانييه على ذلك في قوله ( أن المتعلم يكون مستعدا لتعلم موضوع جديد عندما يتمكن من المتطلبات القبلية اللازمة لتعلم هذا الموضوع ) ، أضاف جانييه قائلا “دع المتعلم يتذكر المعلومات والمهارات السابقة لديه ، وذلك من أجل استثمارها في الدرس الجديد ليقوم المتعلم لربط ما تعلمه سابقا بالدرس الجديد ، ويكون ذلك من خلال طرح أسئلة كمراجعة سريعة أو مناقشة مفاهيم سابقة مع المتعلمين . وهذا ما أشارت إليه نظريات التعلم كالنظرية البنائية في (أن معرفة المتعلم السابقة هي محور الارتكاز في عملية التعلم)
ويتم ذلك من خلال تحديد أهداف المنهج الدراسي المراد تحقيقه ، وطرح المشكلة بطريقة ممتعة لافتة للانتباه (من خلال قصة أو مجموعات صور أو مقاطع فيديو –) ، ومن ثم إيجاد بيئة تحفيز تزيد من رغبة الطلاب في حل المشكلة ، بالإضافة إلى مراعاة المستويات الفردية للطلاب وأعمارهم عند طرح المشكلة ، فالتعلم يحدث بشكل أفضل عندما يتعامل الطلاب مع مشكلات حياتية واقعية ،وهذا ما نادت به النظرية البنائية في أنه (أن التعلم يحدث على أفضل وجه عندما يواجه الفرد (المتعلم ) مشكلة مهمة ، أو موقفا حقيقيا واقعيا ، وأيضا من أهم شروط التعلم بالاكتشاف هو استثارة اهتمام الطلاب بموضوع التعلم : وذلك من خلال جذب انتباه التلاميذ بسؤالهم عن القضايا المرتبطة بالموضوع وأهميته لهم )
بعد أن تتم خطوة تحديد مشكلة ما، فإن المعلم يريد إبلاغ الطلبة عن تلك المشكلة عن طريق الحديث معهم، وتدعى هذه المحادثة “بالحوار التمهيدي للمشكلة”، حيث تمنح المعلم معلومات حول الطالب والمشكلة ومدى حاجة الطالب إلى مساعدة المعلم، علاوة على ذلك فإنها توفر الفرصة للحديث عن الأشياء المتعلقة بالمشكلة.
بحيث يتيح المعلم للطلبة فرصة طرح جميع تساؤلاتهم وتنبؤاتهم حول الموضوع أو المشكلة المطروحة، ثم يقوم المعلم بتدوين جميع تساؤلات الطلبة على شكل خرائط مفاهيمية (الانفوجرافيك)، ويجب على المعلم ألا يرفض أي من تساؤلات الطلبة حول المشكلة، مع ضرورة أن يأخذ المعلم الجانب الأقرب إلى الصواب فيما بينهم، حيث أن النظرية البنائية نادت بضرورة( أن يقوم المعلم بمحاورة الطلاب وتشجيعهم على المشاركة وإبداء الرأي ، وأيضا يقوم المعلم بتوفير بيئة صفية بنائية تفاعلية للطلبة )
يقوم المعلم بتقسيم الطلبة إلى مجموعات متناظرة ، بحيث يكون كل مجموعة مكونة من عدد من الطلاب ،هناك مجموعة أخرى مقابلة لها ، بمعنى أنه إذا قامت مجموعة ما بعرض وجهات نظر معينة في مشكلة ما ، فإن المجموعة الأخرى المناظرة لها تقوم بعرض الرأي المقابل أو المخالف له ،ثم تقوم كل مجموعة بتقديم تبريرات اختيار تلك الحلول للمجموعة الأخرى ، ويترك المعلم الحوار قائم بين المجموعات المتناظرة حيث أن هذه الطريقة من الحوار والنقاش تساعد المجموعات للوصول إلى نتائج معينة تسهل عملية الوصول لحل المشكلة ، وقد نادت النظرية البنائية الاجتماعية بذلك من خلال تركيزها على التفاعل الاجتماعي ودور اللغة في تطوير عمليات التفكير والحوار ، ونادت أيضا بضرورة إيجاد بيئة تعلم تعتمد على الحوار والتعلم التعاوني .
بعد أن يحدد المعلم المشكلة المراد حلها مع الطالب ، ويجري العديد من الحوارات بينه وبين الطلاب لتجميع معلومات نحو المشكلة ، وفي هذه المرحلة يقوم المعلم بعملية التعقيب على محاورات الطلبة باستخدام نفس التدوينات الموجودة على اللوح ، فيبدأ بمسح المغلوطة مع التبرير لها ثم ترتيب الباقي من الصحيح للأقرب صحة ، ويفسر المعلم فعله هذا بإعلان حل المشكلة ، وعرض عنوان الدرس والأهداف والاستهلال بالشرح لتعزيز صحة الحل ، ويتم ذلك عن طريق قيام المعلم بتدوين جميع حوارات الطلبة على شكل خريطة مفاهيمية ، أو رسمة معينة على السبورة ، حيث أن الخرائط المفاهيمية تعتبر من الأدوات التي تعمل على التنظيم والتمثيل والمشاركة ، وقد صممت لتعزيز البنية الإدراكية للشخص وإفراز المفاهيم والمقترحات .
ففي هذه المرحلة يقوم المعلم بالطريقة العكسية وهي أن يقوم بالإعلان عن حل المشكلة، ثم يشرع بعد ذلك بشرح الدرس بخطواته الواضحة، ويمكن للمعلم في هذه المرحلة أن يعتمد على طرق تكنولوجية حديثة كطريقة التعليم المبرمج التي تعتمد على مبدأ الإجابة الفاعلة والخطوات الصغيرة والمعرفة الفورية للنتائج وتجنب الأساليب القهرية في التعليم.
بالاعتماد على مبادئ براونر في تعزيز التعلم ودمجها مع خطوات جانيه نجد أن اشتراك التلاميذ في الأنشطة التعليمية المختلفة داخل الفصل يؤدي إلى زيادة انغماسهم في الخبرات التعليمية، وبالتالي يصبحون أكثر انتباهاً ، في هذه المرحلة يجب على المعلم أن يطرح التطبيق المناسب لهدف الدرس ولكن قبل ذلك عليه أن يدرس خصائص المتعلمين ويفهمها لكي يستطيع التعامل مع الطلاب بكفاءة ليفهمهم ويشجعهم .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد