على مر التاريخ شكلت إنجازات أبطال ألعاب القوى المغربية ذلك البلسم الذي يداوي جراح الرياضة الوطنية والمصل الذي يشفيها من وباء الإخفاق الذي نخر جسدها الواهن مثل عجوز عانس، رغم كمية المساحيق التجميلية الباهظة التي صرفت عليها بمباركة من صحافة “الأظرف” من أجل تنميق صورتها أمام المتتبع المغربي بعدما ذاق ذرعا من قطار الفشل السريع والذي لا تتوقف عجلته عن الدوران منذ عقود خلت، حتى صار الإخفاق موضة ونمط حياة لا يخدش الكبرياء لدى الرياضيين ورؤساء الجامعات في بطولات العالم وتحت لواء العلم الأولمبي.
إقصاء “الأبطال” المغاربة تباعا من دورة طوكيو، وسقوطهم كأوراق الخريف حتى وان لم تزهر يوما، كمن در الملح على الجرح، الشيء الذي فتح أعين المشاهد المغربي للمطالبة بالإطاحة بالقائمين عن الشأن الرياضي المغربي بدون استثناء. النتائج المخيبة والإخفاق لم يعد بذلك الشيء الشاذ في بالسنوات الأخيرة أو هو بالخارج عن المألوف للرياضة الوطنية بل هو تكريس لشعار المشاركة من أجل المشاركة في حد ذاتها وأصبح عنوان عريضا لتبرير الخروج من الأدوار الأولى بخفي حنين، باستثناء الفلتات التي خلفتها سيقان رجال مضامير ألعاب القوى على غرار طيبي الذكر عويطة السكاح بوطيب متوكل بدوان والأسطورة هشام الكروج.
هذه النكسات لم تكن سوى صنيع أيادي التسيير العشوائي في ظل مسلسل تغييب أصحاب الكفاءات وأهل الاختصاص عن مطبخ إعداد الأبطال والمساهمة في الاختيارات التقنية لمن له القدرة ويستحق تمثيل الوطن خير تمثيل في المحافل الدولية، بالإضافة الى مواصلة العمل بخطط قصيرة المدى تخدم فقط أجنداتهم الخاصة في نهب الميزانيات المخصصة للجامعات الوطنية، والاعتماد في انتقائهم على رياضيين يجيدون فقط مهارة اللعق وفن التقرب من أصحاب القرار.
تهميش كل من البطلين أوشن وفاطمة الزهراء أبوفارس بطلة أولمبياد الشباب، كانت تلك النقطة التي أفاضت الكأس ووجهت سهام النقد على اللجنة الأولمبية المغربية في طريقة إعداد الأبطال والسياسة الممنهجة فب انتقاء الكفاءات وتأهيل للمحفل الأولمبي. لا يخفى على العموم أن الثنائي أبو فارس وأوشن يشتركان بالإضافة الى كفاءتهم في كونهم يمتلكون كاريزما قوية ترفض الخنوع أمام غطرسة ومحسوبية المسير الذي لا يتوانى في الرفس على أحلامهم وتطاول على مستحقاتهم.
بسبب الأنفة الزائفة وحب الذات لأمثال الهلالي ضاعت عن المغرب فرصة التتويج الأولمبي والتي من الممكن ألا تتكرر في أمل استئصال هذا الورم الذي تفشى داخل جسد الرياضة المغربية وبات جزء لا يتجزأ من خلاياه حتى اكتسب مناعة أمام جميع اللقاحات التي تم انتاجها محليا بسواعد أبناء هذا الوطن المغلوب عن أمرهم والباحثين عن مساحة ضوء وسط ظلام الفساد والمفسدين.
باتت الرياضة المغربية محتاجة أكثر من مضى إلى مراجعة من أعلى سلطة في البلاد، اليوم وجب اعفاء كل سبب في انحطاط النتائج المحققة على مدار عقود من السيطرة على كراسي القرار، ومن تم المحاسبة عن كل درهم صرف من جيوب شعب يعاني نكسات اجتماعية واقتصادية وها هو يضرب في مقتل في كل ثانية يشاهد فيها سقوط الرياضيين تواليا خلال دورة طوكيو.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد