في 30 يوليو من عام 2022 ،الموافق ليوم السبت الماضي ، أعلنت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة والضفة الغربية، عن نتائج شهادة الثانوية العامة ، وهو اليوم المنتظر من كل عام ، حيث تُكلل مسيرة إثنا عشر عاماً من التعليم بالنجاح ، فيحصد كل مجتهدٍ ثمرة تعبه ، حيث بلغت نسبة الناجحين لهذا العام 68% ، أما نسبة الراسبين فهي لا تتجاوز ال 32%.
خلال الساعات الأخيرة تصدّر اسم “أم اللوز” محركات البحث عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث إنتظر الآلاف من رواد تلك المواقع إعلان النتائج ، متربصين على أحر من الجمر ، لمعرفة نتيجة هذه الطالبة بالتحديد ، لكن السؤال الأهم من هي “أم اللوز ” ؟ وما هي قصتها ؟
أطلق رواد مواقع التواصل الإجتماعي اسم “أم اللوز ” على الطالبة نور السويركي ، ذلك بعد الفيديو الشهير الذي إنتشر بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث قام أحد الصحفيين بسؤالها للإستفسار حول إمتحان مادة الجغرافيا ، فأجابته قائلة ” الإمتحان لوز ” ، وأضافت ” إجا واحد تحت الشباك غششنا سؤال ضع دائرة وكسبنا 40 علامة على الجاهز يسعدوو ” ، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين من أسلوبها في الحديث ، وآخرون أعجبوا بعفويتها.
من ثم تم تداول الفيديو، وحصل على الملايين من المشاهدات ، مما أدى إلى جعل الوزارة تتخذ بعض الإجراءات العقوبية ضد الطالبة ، وإتهامها بتسخيف هيبة التعليم، وتشويه سمعة الوزارة لعدم اتخاذها اجراءات لمنع تسريب الإمتحانات ،وعدم تشديدها على لجان المراقبة أيضاً قامت الوزارة بتغيير أسلوب أسئلة الإمتحانات التالية لمادة الجغرافيا ، وحذف سؤال ضع دائرة من الإمتحان ،ووضع بدلاً منه سؤال إنشائي ، الأمر الذي جعل الطالبة تتعرض للتنمر والهجوم من البعض .
بعد حصول الطالبة “أم اللوز”عل لقبها ، هذا ما جعل لها علامة تجارية، استخدمها بعض أصحاب المشاريع التجارية لترويج وتسويق خدماتهم ، حيث قامت الطالبة المذكورة أعلاه بإنشاء حساب عبر تطبيق إنستقرام ، حيث قد بلغ عدد متابعيها على انستقرام 183 ألف متابع ، مما أدى إلى تهافت أصحاب المحلات التجارية لإستغلال إسمها، والترويج عبر صفحتها على انستقرام لمحلاتهم ، مقابل مبالغ مادية قد تصل إلى 200 ش أو أكثر للإعلان الواحد.
حتى بعد رسوبها فقامت بعض المحلات ب “جبر خاطرها ” ، وتقديم لها بعد الهدايا ، مثلما فعلت شركة السعدي للمجوهرات ، حيث قدمت لها خاتماً من ذهب ، وأيضاً شركة سياحية قدمت لها تذكرة سفر ذهاباً وإياباً إلى تركيا ، وكذلك شركة السيارات الشهيرة مرسيدس وإلخ ، الأمر الذي أثار التساؤلات، أين كانت تلك الشركات حين كان يناشد المحتاجين ويستصرخون ،لتلقي العلاج وتغطية تكلفته ؟ ،ولم لم يهرولون إلى الطلبة الأوائل والمحتاجين لتقديم لهم المساعدة، لإستكمال مسيرتهم التعليمية؟
في الوقت الذي إنشغل فيه الكثيرون بالطالبة “أم اللوز ” على الرغم من رسوبها ، هناك العديد من قصص النجاح التي لم يسلط عليها الضوء كغيرها ، فالطالبة ياسمين جناجرة الحاصلة على معدل 75% ، على الرغم من أنها من أصحاب الهمم ، فإعاقتها لم تمنعها من المواصلة للنجاح، وإجتياز إمتحان الثانوية العامة بتفوق ، وأيضاً الطالبة مريم عبد ربه الحاصلة على معدل 89.7% ، وهي محاربة سرطان وقد فقدت قدمها العام الماضي ، مما أدى إلى تأجيلها لتقديم الإمتحانات ، وإجتازته هاذا العام بتفوق ، وأيضاً الطالب محمود يوسف الحاصل على معدل 80.4% ،وهو طالب وعامل بناء ، حيث أنه تلقى خبر نجاحه أثناء عمله عبر الهاتف المحمول ، وتطول القائمة حيث هناك الكثير من قصص النجاح التي تستحق التكريم.
وفي ختام مقالنا هذا نود أن ننوه إلى أمر بسيط ، ألا وهو أن لكل منا قدراته العقلية والفهمية وأن النجاح ليس فقط في التعليم وإنما في مجالات أخرى ، وذكرنا للطالبة نور ليس للتقليل من شأنها إنما لضرب المثل فقط.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد