يعتبر جون ديوي أحد أبرز المفكرين في الفلسفة البرجماتية والأكثر شهرة ليس فقط في موطنه، بل في جميع أنحاء العالم وقد دعته العديد من البلدان ليحاضر فيها ومنها: الصين (جامعة بكين- لمدة عامين)، واليابان (جامعة طوكيو الملكية – عام 1919)، وتركيا.
جاءت الفلسفة البرجماتية من الأصول اليونانية من كلمة pragma و التي تعني (فعل ،نشاط، عمل)، و ظهرت في القرن العشرين كفلسفة علمية لماديات ذلك القرن ونشأت في أمريكا الرأسمالية كمذهب للمنفعة والعلم لأمريكا لمواكبة القرن العشرين، وساعد الانتشار العلمي والتطور الصناعي في ظهورها، وأدى ذلك لفهم الفرد للطبيعة من حوله والسيطرة عليها للحصول على الاستفادة القصوى منها. بالإضافة لذلك ساعدت رأسمالية أمريكا لترسيخ الفلسفة البرجماتية مما أدى لازدهارها ونموها لأن النظام الرأسمالي يقوم على مبدأ الحرية في المنافسة الفردية وارتباطه بالعمل الإنتاجي النافع.
لذا كان غالبية فلاسفة البرجماتية من أصل أمريكي وبعد ذلك انتشرت أفكارهم في سائر أنحاء العالم، ويعد بيرس هو المؤسس لهذه الفلسفة عام 1878م الذي كان يعتبر العمل وتحقيق المنفعة هم أساس أي فكرة ودليل صدقها، ووضح بيرس في مقاله الأول “كيف نوضح تفكيرنا؟” أسس وأفكار الفلسفة البرجماتية، ويعود الفضل للدعوة لهذه الفلسفة ل (وليام جيمس) حيث أوضح أن أساس الفكرة هو العمل النافع، ثم بعد ذلك برز نجم ديوي وأطلق عليها عدة أسماء آخرى كالأداتية والآلية، وأعتبر أن العقل أداة لتطوير حياة الفرد وليس وعاء معرفي كما كان سابقًا. (الخطيب وآخرون، 2009م، ص78)
كان الظهور الأول للبرجماتية في مجال التربية، وبعد ذلك أصبحت فلسفة لها نظرياتها المنفردة وأفكارها وأسسها، ويرجع الفضل في ذلك لجون ديوي حيث إنه عمل كمعلم وحول المدرسة لمختبر ليطبق به تجاربه الخاصة التي تدعم الفلسفة البرجماتية. (محمد، 2002م، ص92)
من أفضل المبادئ التي ترتكز عليها الفلسفة البرجماتية أن العملية المعرفية وموادها تبرز أهميتها من خلال ما تحققه من ناحية عملية وغرضية بغض النظر عن النظريات الآخرى التي تدعوا للتأمل والمبادئ الفكرية المجردة، ومبدأ البرجماتية الأساسي هو لا قيمة للفكرة الا عبر نتائجها العملية المرضية وحلها للمشكلات. (العاني، 2003م، ص50-51)
أوصل ديوي الفلسفة البرجماتية الى قمة النضج الفكري من خلال كتاباته التي تهتم بالجانب الإنساني ككل، وذلك عبر الأسس التي ترجع إليها في عدة أنواع من العلوم. سعت جامعة شيكاغو لضم جون ديوي لأستاذتها في قسم الفلسفة، ولكنه اشترط لقبول ذلك توليه أيضًا رئاسة قسم التربية ليس طمعًا في المنصب، ولكن يرجع ذلك لمعتقداته التي تعتبر التربية مختبر للأفكار الفلسفية، ويستند بذلك لمعتقد أن الفكرة الفلسفية التي لم تخضع للتجريب والاختبار واقتصرت فقط على التأملات المجردة هي بالتأكيد فكرة عدية القيمة. (إبراهيم، 1999م، ص130)
كانت فلسفة التعليم قبل ديوي تقوم على أساس بناء متعلم من ناحية دينية وأخلاقية، ومعلوماتية فقط، ثم جاء ديوي وأحدث نقلة لفلسفة التعليم فقد تجاهل الأهداف التعليمية وتبنى فكرة أن الأهداف التعليمية تتغير وفق الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة بشكل سريع ومستمر، وبالأخص في موطنه “أمريكا”، وأوضح أنه لا يوجد هدف تعليمي نهائي ثابت، بل أن الأهداف تكون بشكل مباشر وفوري، وأن الهدف يتغير مع تغير أسلوب الحياة، والهدف التعليمي قابل للتكيف وذلك لضبط نفسه مع البيئة.
نظر ديوي للأهداف التعليمية على أنها يجب أن تعد المتعلم للأهداف القريبة والفورية وعلى أن المستقبل البعيد ليس من ضمن اهتمامات المتعلم، وأن على منظومة التعليم إعداد المتعلم لحياته الحالية.
ينظر ديوي للمتعلم على أنه يجب أن يتطور وفق معاييره الخاصة، ولا يوجد هنالك معايير محددة توضع له، ويجب أن تكون فلسفة التعليم قائمة على ذلك.
تعد المدرسة النموذجية أحد أهم أعمال جون ديوي وقد تم إنشاؤها في عام 1896 بأمريكا بولاية شيكاغو، بسبب عدم قدرة المدراس في ذلك الوقت مواكبة التطور الهائل الذي أحدثته الثورة الصناعية، واتخذها ديوي كحقل تجارب لنظرياته التربوية، وفي عام 1902 تم ضم المدرسة لجامعة شيكاغو -كلية التربية لتصبح بذلك مدرسة تجريبه تطبيقية تابعة للجامعة.
وأثرت هذه المدرسة على آراء أولياء الأمور الرافضين لأي مبادئ تقدمية أخلفتها الثورة الصناعية، فقد اقتنعوا بآراء ديوي التقديمة في مدرسة ومن هنا كان الباب لفتح العديد من المدارس التقدمية التي تحاكي فلسفة ديوي في التعليم. وظهر اهتمام ديوي في فلسفة التربية من خلال أعماله وأبرزها:الطفل والمنهج، كيف نفكر، المدرسة والمجتمع، الخبرة والتربية، الطبيعة البشرية والتربية، الديمقراطية والتربية.
ينظر ديوي للمدرسة على انها كيان يركز على الجوانب النفسية والاجتماعية للمتعلم، على خلاف النظرة القديمة على انها مؤسسة لصقل التعلم معرفيًا فقط، بل نظر أيضًا على أن التجارب الشخصية للمتعلم هي أهم ركائز التعليم، وأعتبر أنه بذلك يصل للمدرسة المثالية كالمنزل المثالي تمامًا، حيث إن المنزل المثالي يكون الآباء على علم باحتياجات أبنائهم ويقدمون الأفضل لهم من خلال المرور بتجارب حقيقية، بحيث تصبح بذلك المدرسة فعلية يتم من خلالها تهيئة الفرد مهنيًا وأخلاقيًا لعيش حياة أفضل.
ووفقًا لتعريف ديوي للمدرسة فإنها: “المدرسة هي الانعكاس الأكبر للمجتمع في خارجها، بحيث يمكن للمتعلم تعلم الحياة من خلال العيش، ولكن وفق مجتمع بسيط ومتقن ومتوازن.”
تقسم المراحل عند ديوي لثلاث مراحل، وهي:
يعتبر المعلم وفق منظور ديوي ركن أساسي في العملية التعليمية بحيث يعتبر خادم اجتماعي لها، ينظم ويراقب سير التعليم ووظيفته الأساسية يولي أهمية لاهتمامات المتعلم ولا يركز على غرس المعارف.وظيفة المعلم هي توجيه المتعلمين ليواجهوا تعقيدات الحياة حتى يتكيف المتعلم مع بيئته بشكل عصري.
ويعد ديوي داعم أساسي لحرية الطفل في الاختيارات، ولكن وفق مصلحة المجتمع، وألا يفرض عليه شخصيته واهتماماته، ويتضح دور المعلم في اختيار مؤثرات ملائمة لهذه الاهتمامات ومراقبة استجابة المتعلم لها ومساعدته للاستجابة بشكل مناسب.على المعلم أن يدرك عدة أمور أثناء سيره وفق منظور ديوي، وهي:
كان تركيز ديوي في المعلم على موضوع “الانضباط” ولكن ليست بمفهومها القديم، بل تعني بضبط توجيه المتعلم بناءً على خبرة المعلم الواسعة، ولكن دون فرض هذه الخبرة عليه.
وهنالك نوعين من الانضباط وفق منظوره وهما: الذاتي والجماعي، ويجب على المعلم أن يشجع وجودهما وبالأخص الانضباط الداخلي لأنه متأصل داخل المتعلم ويجب عليه الانضباط ذاتيًا أي من تلقاء نفسه.
ومن خلال النشاطات التعاونية المدرسية نستطيع أن نضبط اندفاعات المتعلم، وسيؤدي هذا لتدريب شخصيته وصقلها، ولا يجب على المعلم أن يحث على الانضباط بواسطة استخدام القوة أو الفرض.يجب على المعلم أن يوفر بيئة ملائمة لتجربة المتعلم ليمارس أنشطته التعاونية، مما سيؤدي لتطور عاداته ومواقفه.
اتخذ ديوي الأسلوب العلمي منهاجاً في فلسفته – التي تدمج بين التعليم والحياة، حيث يعد أحد مؤسسي المدرسة الارتقائية الجديدة التي ارتكز فيها على مبدأ أن المدرسة عبارة عن مجتمع صغير تهيئ الطالب للعيش فيه.
يعد ديوي أحد أبرز دعاة الفلسفة البرجماتية التي ظهرت في أمريكا في بدايات القرن الماضي و يعود ذلك إلى منصبه في تدريس الفلسفة في جامعة شيكاجو، حيث لاحظ أن الناس لا يركزون على النظريات غير المجدية بل على الجد و العمل – الذي يحقق رفاهيتهم و رغباتهم – ، لذا جمع ديوي بين الفكر و العمل ، و شدد على مبدأ تقدم الفرد و المجتمع ، من خلال إيجاد تغييرات تحقق حياة كريمة لأفراد المجتمع ، حتى و إن كانت هذه التغييرات لها علاقة بمبادئ النظم السياسية و الاقتصادية في المجتمع ، بشرط تُحدِث مطابقة بين الإنسان و متطلبات العصر. وعليه فقد قال ديوي: إن الأفكار التي لا تحقق الأهداف المطلوبة تعتبر أفكار غير مجدية، وإن عملية الفكر يجب ان تكون مرنة ومتطورة وتواكب التغيرات والتطورات التي تحدث في الحياة وتستمد من النتائج الواقعية المادية، أو بسياق آخر: على الفرد التصدي للمشاكل التي تواجهه و إيجاد الحلول المناسبة لها.
انتقد ديوي النظريات السائدة التي تنص على أن الفكر يُعتبر أساس معرفة الإنسان موضحاً أن العقل مجهز بمقولات أولية تعكس معرفة الإنسان، بمعنى أن المعرفة تستقي وجودها من العقل بالفطرة وأنها موجودة فيه مسبقاً. كما أشار أن المعرفة تأتي بالخبرة العملية والتجارب، وعليه فقد دعا ديوي إلى تنفيذ المنهج التجريبي على كل الأصعدة، بما في ذلك الأمور الدينية والأخلاقية والمجتمعية بشرط أن يُوجه هذا التطبيق بالمعرفة والذكاء، حتى لا يقود إلى التسرع والضلال.
و لهذا فقد اعتبرديوي أن المعرفة تستمد أهميتها من خلال البحث و استصقاء العالم من حولنا و ليس من خلال التهرب في التفكير بعالم آخر، و لذلك اعتبر ديوي أن البحث العلمي أهم أسباب الفكر الموضوعي، لارتباطه بمواجهة المشاكل الواقعية التي نعيشها. ومن خلال البحث العلمي والمنهج التجريبي يمكن التلاؤم بين الفلسفة والعلم بما يقود لتطور الحياة الإنسانية. في الوقت ذاته، شدد ديوي على أن الفن يعتبر رد فعل وليس عملية نقش أو نسخ وأن التعبير عنه عملية صعبة.
يقول جون ديوي: لقد نشأت نظريتان مختلفتان في محاكاة طريقة التعبير، فالنظرية الأولى اعتبرت أن طبيعة التعبير (التعبير الجمالي) يعود إلى الأشياء الملموسة وتقتصر مهمتها على جعل المواضيع أكثر إثارة، بينما النظرية الثانية فتعارض النظرية الأولى، لأنها تُلحق القوة الجمالية بعناصر الموضوع المتعلق بها. ووضح ديوي وجهة نظره بأن النظرية الأولى تعتبر رأياً يعبر عنه الأفراد بطريقتهم الخاصة، حيث يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الأشخاص يفسرون الأشياء من حولهم على أنها كيفيات جمالية مباشرة. بينما بالنسبة للنظرية الثانية، فإنها تميز بين الحس والعلاقات والمضمون عن الصورة. ويرى ديوي أن النظرية الأولى والثانية متكاملتان.
ورأى جوي ديوي أن التعبير هو نتيجة الانفعالات الجمالية التي تدركها شهواتنا و الي تعمل على إنتاج صورة تعبيرية تتكون من عدد من الانفعالات التي رضخت للتعديل و التبديل. لذا فيؤكد ديوي أن على نظرية الانفعال الجمالي المرتبط بالمادة التعبيرية.
تحدث جون ديوي في كتابه ” نظرية الحياة الأخلاقية” عن وظيفة العقل في الاقناع وغرس القيم والأخلاق، واعتبر أن أصل أخلاقنا تمثل السبب الرئيس للعادات التي نقوم بها. لذا فيجب على الأفراد الذين يشاركون في صُنع العادات أن يكون لديهم تطلعات واضحة لتلك القيم والأسس.
كما ناقش ديوي في كتابه ” الحرية و الثقافة Freedom and Culture ” الماركسية و اعتبر أنها فلسفة سياسية واقتصادية، و عارضها من ناحية حرية الأفراد في حين أنه أكد على أن الفرد يكتسب الديمقراطية – الذي يعتبرها أساس حياة الأفراد – من البيت، و في ختام الكتاب اتخذ ديوي أمريكا مثالاً على البحث العلمي و التجارب و اهتمامها بتعدد الثقافات.في ضوء كتاباته، يمكننا أن نلخص فلسفته التربوية كما يلي:
نظر ديوي للمناهج التقليدية نظرة سلبية لإيمانه بأن الأساس لوضع أي منهاج يكون بتحقق الأهداف المرجوة منها. ولم يؤيد نظريات علم النفس التي قسمت العقل لأجزاء مثل الخيال، والحكم، والذاكرة، والإدراك.
باء على ذلك أعتبر ديوي العقل كعضو واحد لا يمكن تقسمه، واستثنت المناهج التقليدية المتعلم من تكوينها واعتبرته مجرد وعاء تصب فيه المعرفة.
حسب فلسفة ديوي فإن المواد الدراسية تنظم وفق أنشطة الطفل الخاصة، وليس كما هو شائع قديمًا المواد الدراسية المرتبطة فقط بالتاريخ والجغرافيا والعلوم، لذا فمنهج ديوي يجمع بين مصطلحي الارتباط والمهن لخدمة الفرد. واعتبر ديوي المتعلم كيان له أنشطته الخاصة، ولكن وفق الإطار الاجتماعي.
يعتبر ديوي العقل الأساس الاجتماعي، وبني من خلاله المجتمع واعتمدت عليه المؤسسات الاجتماعية، لذا يجب رعايته وتغذيته من خلال الإمدادات الاجتماعية، ومن الضروري العناية بتجارب المتعلم الاجتماعية أثناء بناء المنهاج.
يقول ديوي: “إن البداية تتم مع أنشطة الطفل التعبيرية في التعامل مع المواد الاجتماعية الأساسية – الطعام والمأوى والملبس والنماذج المباشرة للتواصل الاجتماعي مثل الكلام والكتابة والقراءة والرسم والنمذجة وما إلى ذلك. في المدرسة الابتدائية يجب تنظيمها وفقًا لمصالح الطفل ذات الأربعة أضعاف في المحادثة والتحقيق والبناء والتعبير الفني “.
نظرت المناهج التقليدية لموضوعات المناهج على أنها معلومات مجردة، ولم تسع لربطها باحتياجات المتعلم الفعلية، أما بالنسبة لديوي فكان ينظر للمنهاج على أنها مربوط بشكل وثيق بخبرة فعلية ويحقق مصلحة ونفع حقيقي للمتعلم، ووفق منظره فإن التعليم “إعادة البناء المستمر” من خلال إعادة بناء التجربة السابقة للمتعلم عبر تجربة حاليه له.
وتحدث إثارة للتعلم من خلال التجارب الفعلية، ويجب على المنهاج اتباع الأسلوب الديناميكي لا الثابت. وأعطى ديوي أهمية للتفكير التجريدي، بحيث أكد على أن يقوم المعلم بالتخطيط للمواقف الفصلية بمساعدة تجارب المتعلمين الناضجة.
نظر ديوي للمنهاج على أنه يجب أن يشمل عنصرين أساسين وهما المشاكل التربوية والخبرات، وأكد أن الهدف الأساسي هو إثراء خبرة المتعلم الفعلية من قبله، وبالنسبة للمشاكل الصفية يجب أن تنظم لتضيف للمتعلم الأفكار والمعارف المرجوة.
وأعطى ديوي مفهومًا خاص للخبرات التربوية، بحيث تكون هذه التجارب التربوية تعطي الاهتمام الأكبر لميول المتعلم الطبيعية استنادًا لظروفه الاجتماعية، والبدنية، والسياسية، والاقتصادية.
ووفقًا لديوي فإن التجارب التعليمية المميزة تؤدي لرفع خبرة المتعلم، ويصبح لديه القدرة لتعديل خبراته واكتساب خبرات جديدة والتأثير على الخبرات اللاحقة، وتقديم خبرة ثقافية تفيد المعلمين وكتب المنهاج وتنظر لجميع ظروف المتعلم نظرة شاملة متكاملة، إضافةً لذلك فإن المبادئ العامة لبناء المنهاج قد أوصى ديوي لكيفية إعدادها ووضع مقترح متكامل لبناء منهج سليم موضوعاته منظمة ومرتبطة الأركان، وتؤخذ هذه الموضوعات من حياة الطالب الشخصية، لذا نجد أن موضوعات منهاج ديوي تربط بين الماضي والحاضر وتخدم الحاضر القريب.
نظر ديوي لربط الموضوعات على انه يجب ان يتم بصورة طبيعية، وليس كدراسة متميزة. وأولى عناية كبرى بالأنشطة الصناعية وتطورها عبر التاريخ وعلاقتها بالمجتمع وجعل هذه الأنشطة مركزًا للمناهج وتدور حولها بقية الموضوعات الدراسية.
بالنظر لخطة ديوي التعليمية نجدها شاملة للموضوعات الجمالية والأخلاقية والدينية، من أجل الوصول للتطور الشامل المتكامل، وأعتبر الفنون شيء مهم وأساسي وليس مكملًا للمنهاج بل أنها شيء مهم في موضوع التنمية، وبالنسبة للجانب الأخلاقي والديني فنظر لهما كأجزاء أساسية لتجارب المتعلم، ولكن ليس من خلال إعطائها وحدات دراسية و موضوعات للاطلاع لا بل من خلال تضمينها من خلال الخبرات العملية، ويجب على المتعلم أن يتطور من الناحية الأخلاقية لأنها تعمل على ضبط المتعلم في الأحكام والأهداف.
تتمحور طرق ديوي في التدريس بثلاث عمليات، وهي:
بالنسبة لهذه العمليات الثلاثة فإن أول عملية طبيعية لذا فهي ضرورية، والنوع الثاني من العمليات يسعى لتطوير المتعلم بشكل فردي، أما بالنسبة للعملية الثالثة فهي ترفع من الوعي الاجتماعي للمتعلم.
يرى ديوي أن التجارب المباشرة التي يقوم بها المتعلم هي أساس لكل الطرق التعليمية، وتحدث المعرفة الحقيقية من خلال الموقف التعليمي الملموس وذا المعنى، بعدها يجب أن تأتي هذه المعرفة عن طريق الأنشطة العفوية لدى الأطفال. يعتمد ديوي في طرق التدريس على مبدئ “التعلم بالممارسة”، وأنشطة الطفل المختلفة التي يمارسها بشكل يومي. ويَعتبر ديوي – في أسلوبه – أن أهم طرق التدريس تأتي من خلال ما يقوم به الطفل من ممارسات يومية.
لقد دافع ديوي على مشروعه – ووضّح طريقة حل مشكلته باعتبار أن مصلحة الطفل تُعدّ أهم الأولويات، و عليه فقد سنّ خمس خطوات أساسية، و هي:
كما واجه ديوي نقداً معارضاً لفلسفته، و من أشكال النقد هذه ما يلي:
و على الأنظمة التعليمية العربية أن تتطلع إلى أفكار و تجارب الآخرين في المجالات التربوية، و يجب أن يستقر لديها فكرة “أن التربية وليدة مجتمع بعينه”، و لا يمكن تطبيق فكر تربوي – في المجتمعات العربية- تلقّى نجاحاً و قبولاً في مجتمعات أخرى، لأن هذا الفكر نشأ في بيئة مختلفة عن بيئتنا في الثقافة العربية الإسلامية، و لكن يمكننا أن ننتفع بها بعد مطابقتها مع بلادنا العربية من النواحي المادية و المعنوية ، و بما ينسجم مع الأسس الدينية ، مما يحقق التقدم و الازدهار للأنظمة التعليمية العربية.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد