‏الإنسان يخلق حراً كريماً وينشأ بالتربية

عندما تكون الحرية والكرامة درس تتعلمه في الحياة فإنك لا تتعلمه بسهوله، إن الحرية والكرامه تولد مع ولادتك وهي ملك يمين التربيه فهي تمنح وتعطى لمن يستحقها من يد من يملكها، كلنا ولدتنا أمهاتنا أحراراً عتقاء الرقاب لمن خلقنا، هذا صحيح وقاعدة حياة لكل البشر ولكل الألوان والأجناس، لكن هناك أخلاق ملبوسة يكون لبسها الأبوان واستلموها واقتنعوا بها ممن صنع حياتهم من الأب أو الجد، هذي هي الأخلاق الموروثه لكل إنسان موجود الآن، فعند ولادة الطفل يكون رهن أبويه وما يلبسونه من معالم الحياة لذلك ورد قول الرسول صل الله عليه وسلم، قال ﷺ: “كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه”. ‏هذا هو الأساس في التكوين الفطرة الحره للون ثم دور الأب والأم في التربيه.

من أمي تعلمت الأخلاق

‏ما يجعلني أكتب هذي المقدمة هو الإدانة المطلقه لوالدي بما أنا عليه الآن وأكاد أخص في هذا الدور أمي -رحمها الله رحمة واسعه- فقد كانت لي اللصيقة تقوم بدور الأم والأب حتى كبرت والتصقت بوالدي، كانت امرأة عظيمة التربية والخلق فمن أساس الحياة عند الطفل هو إشعاره بكرامته المطلقه وتنبيهه بأن كل عمل تنجزه في حياتك هو أخلاق عظيمة، وللأسف الشديد بأن التربية في هذا العصر اختلفت فالأخلاق الآن تؤخذ وتنسب إلى مشاهير الإعلام ويهمل دور الأسرة في التربيه، لا تنقل لهم معاناة كل من سبق وكيف تغلبوا عليها حتى تعدوها وأصبحوا عظماء، أما من أنا بقصد الحديث عنه فهي أمي العظيمة في أخلاقها وعبادتها وكل حياتها لم تكن متعلمه لكنها كانت مستمعه تحسن الجواب في وقتها وتميز الحق الذي يجب أن يتبع وتمنع كل ما هو ضال بين ضياعه والمشتبه بينهما، أمي العظيمة كان تقول لي أنت قادم من أسرة كريمه يجب عليك أن تحمل أخلاقهم فإن زدت فهو المطلوب منك وإن تراجعت فاحفظ الأدنى من أخلاقهم، هنا الدرس وهنا الحقيقة والمسؤلية، هذا الدرس تعلمته في أول يوم من حياتي ولم أحِدْ عنه رغم تحول الزمن وتغير طبيعة الحياة.

من أمي تعلمت حب التعلم

الأمر الآخر الذي تعلمته منها بدون ترهيب بل ترغيب هو التعليم، قالت لي يوم من الأيام تعليمك هو مستقبلك وأنت حر أين تضع نفسك تجدها من الأهمية والإدراك، هاتان النصيحتان غيرت ميزان حياتي فكل ما حدت عن أمر تذكرتها، لم أغادر أمرها ولا طرفت عين، لكم أن تتخيلوا من رجل مر عليه في حياته ما مر يعود إلى أيام طفولته ثم يعمل بقانون حياته ونظام موجهه، رحم الله أمي وأمهاتكم فثقوا بأن الأم لا تعوض في الحياة فهي المربية وهي من يضع قانون الطفل وهي من تضع قانون حياة بيتها هي المصنع الحقيقي للأسرة كاملة.

مقالات متعلقة بالموضوع

التربية السليمة للأبناء هي أساس التكوين والوجود

‏هذا الأمر يجعلنا نعود إلى نقطة البداية وهي الحرية والكرامه للفرد عندما يخلق الإنسان، فعند ولادته يصبح رهن حياته التي الله خلقه عليها فأبواه من يعطياه كل قوانين الحياة وعلينا أن ندرك بان الأطفال للآباء هم أمنية حياة وحرب وجود وكيان الكل يصارع لتكوينه، ‏في قوله ‏”رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء” ‏هنا دعوة “النبي”صادقه لنفسه ‏ثم لذريته بأن يجعلهم ممن يقيمون الصلاة هذا هو أساس التكوين والجود السليم في التربيه، هذا أصل التكوين والوجود.

حال الأمهات ونظام التربية في العصر الحالي

‏مما يؤسف له اليوم هو اختلاف نظام التربيه فما عشته من والدي واعتبرته قانون حياة حفظت به كرامتي وكرامة ممن انتسب إليه، يعتبره البعض نظام تربية غير مرغوب فيه وهنا يبان الفارق الزمني واختلاف النظرة لتكوين الجيل فما كان يعتبر بأن اللحن في القول والنطق اللغوي عيب ومحرم وعلى الطفل أن يتقن لغته من حروف قرأنه اليوم تعتبر اللغة العربيه لغة ثانويه فمن يتقن الإنجليزية أو الفرنسيه أو الصينية يعتبر مجتمع متحضر، ثم يأتيك أم تترك دورها إلى دور مستخدمتها هذي المستخدمة قد تكون بوذية أو مسيحية كل هذا حدث بعد توفر المال وتغير لون المجتمع، فهل تجدون الأم الواعية التي تهتم بأمانتها وهم أطفالها نعم نحن عشنا في مجتمع بسيط مجتمع القرية حتى أتينا إلى آلمدينه لكننا عشنا في ايدي امينة تحرم الحرام وتحل الحلال تعلم الهمه وتحسن التوجيه تضع النبته في تربتها السليمة لكي تنمو وتثمر وتؤتي أكلها يوم من الأيام بأجمل وأغلى ثمر، رحم الله امي فهي المعلمة وهي المربيه وهي المدرسة والجامعة قومتني فحاولت أن أكون لها قرة عين ولكنها للأسف بعد ما اكتمل النمو فارقتني وها أنا أعود طفل أتلمس نظراتها ورائحتها مع كل نسمة تمر علي، رحم الله من ربانا ورباكم فأنا هنا أنصح من يعيش في ظل أبويه أو احدهما أن يفعل المستحيل من أجلهم فإن الزمن يغادر ولا يعود، ‏انتهت المساحة للكتابه ولم ينتهِ ما كان ودي ذكره، غفر الله لأمواتنا جميع وطاب حالكم وفالكم، وأصلح لنا ولكم.
‏⁧‫#فهد_الماضي‬⁩
‏⁧‫#الحياة‬⁩ ⁧‫#الام‬⁩فهد بن حمد بن محمد ابن ماضي

فيديو مقال الأم ودورها في التربية السليمة

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ