“كي يتم تطبيع علاقات السعودية مع إسرائيل، عليك حل القضية الفلسطينية”، هكذا خرجت كلمات اليهودي بلينكن لمجرم الحرب الإسرائيلي نيتنياهو الذي أحرق تل أبيب بحرب غزة، خلال مقابلة مع CNBC بدافوس، لينطق حال كل العرب الثابت قائلاً: “الدول العربية تقول.. إننا لن ندخل في عملية إعادة بناء غزة على سبيل المثال، ثم تسوى بالأرض مرة أخرى خلال عام أو 5 أعوام، ثم يطلب منا إعادة إعمارها مرة أخرى”.
فالعرب يدهم ممدودة للسلام ولا يملون من تكرارها لأنهم سادة السلم والأمن والأمان، فكم من مرة تقدمت السعودية ومصر بعروضها، أخرها، وفق مصادر أميركية رفض نتانياهو عرضا سعوديا لتطبيع العلاقات بعد الحرب، لماذا؟!، لأنها طالبت بحق ثابت لا تطبيع إلا إذا وفرت إسرائيل طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم، كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة، وقد أكدها ولي العهد السعودي مراراً وتكراراً: “أن القضية الفلسطينية مهمة لتطبيع العلاقات، نحتاج لحل هذا الجزء.. ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن”، وقال سموه “أريد حقا أن أرى حيـاة جيدة للفلسطينيين، لذا أود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك”، لافتا إلى أنه ولأول مرة تبدو المفـاوضات حول التطبيـع مع إسرائيل حقيقية وجادة و”سنرى كيف تسير”، لكن للماسونية الصهيونية قرار، حيثُ يحكم أميركا حزبان كلاهما يهودي باختلاف الأراء، يلبيان مطالب إسرائيل بلا تفكير، أما بايدن فلم يتحدث مع نتانياهو منذ 23 ديسمبر، وكان ذلك بعد رفض نتانياهو طلبا بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.
لقد فقد العجوز بايدن صبرهُ وزاد الغضب الأميركي من حكومة نتانياهو وزيادة الانقسامات بينهما بل وداخل كل بلد منهما، حتى وصل أصواتهم بأن نتانياهو “لن يبقى هناك إلى الأبد”، كما لن يبقى بايدن للأبد، ففشل القادة الإسرائيليين في إدراك ذلك سيؤدي إلى إعادة التاريخ لنفسه”، لأن اليهود والأمريكان لم يُخططا لمرحلة ما بعد نتانياهو، الذي قتل ما يقارب 25 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة للتدمير الكلي للبنى التحتية ومقوماتها الفلسطينية التي كلما بناها العرب بمساعداتهم الأخوية، دمرتها دولة الاحتلال كل عام أو خمس سنوات على الأكثر.. فما فائدة التطبيع طالما لا يتوافق ورؤي المطالب العربية الفلسطينية.
لن تشعر إسرائيل بالراحة، طالما هناك مقاعة جعلتها ومن يدعمونها في خبر كان، وسنستمر، إذ صرحت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بأن 90% من الخطاب العربي على مواقع التواصل الاجتماعي رافض لاتفاقيات التطبيع، بل وشكلت عدد من الدول العربية هيئات ومؤسسات وجمعيات مناهضة للتطبيع.
إنهُ مصطلح فضفاض Normalization على الهوى الإسرائيلي، لم نلمسهُ في لغتنا، إلا عبر كلمات مثل (الطبع والطبيعة والتطبع والانطباع)، وجميعها دور حول (السجية) التي خُلق عليها الإنسان، حتى يصبح ذلك الطبع “طبعة” أو “دمغة” ملازمة له، بعكس الحال المعاش مناقضاً مفهومهُ، وليتحدث به الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في كتابه “المراقبة والمعاقبة” عام 1978، إذ قال إن مفهوم التطبيع “يتألف في الأساس من إنشاء نموذج مثالي يتوافق مع نتيجة محددة”، نتيجة تفرضها حالياً التعنت الإسرائيلي، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (242) عام 1967، ودعوته إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في حرب 67، الأساس الذي بُنيت عليه ما تسمى مبادرات “سلام” التي هي من جانب واحد مقابل ألة التدمير الصهيونية لكافة مقومات العربية.
العرب يدهم ممدودة للسلام لأنهم سادة السلم والأمن والأمان
https://cdn.pixabay.com/photo/2017/12/27/16/40/world-3043067_960_720.jpg
ما فائدة التطبيع طالما لا يتوافق ورؤى المطالب العربية الفلسطينية؟
https://cdn.pixabay.com/photo/2021/12/10/14/24/man-6860633_1280.jpg
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد