الإخوانُ و الغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !(3)

ما زلنا مع الأمثلةِ المتكاثرةِ على خيانةِ تلك الجماعةِ الإرهابيةِ و أذنابها للوطنِ بلْ للأمةِ العربيةِ و الإسلاميةِ و العملِ لصالحِ الصهيونيةِ العالميةِ و تقديمِ مشروعاتِها في صورةٍ إسلاميةٍ فمن ذلك :

– الموقفُ المخزي منْ حربِ أكتوبرَ المجيدةِ و معاداتهم لها و حزنِهم لهزيمةِ إسرائيل .

كان انتصارُ الجيشِ المصريِ العظيمِ في السادسِ من أكتوبر لعامِ 1973 م انتصارًا عظيمًا غيرَ مسبوقٍ و كانتْ هزةً عنيفةً هزت الكيانَ الصهيوني و أفقدته توازنه مما رفعَ رأسَ العربِ و المسلمين عاليًا ، و حُقَّ لكلِّ عربيٍ و مسلمٍ أنْ يفتخرَ بهذا الانتصارِ و ينتشي ، إلا أنَّ العكسَ كان هو الصحيحُ مع الجماعةِ الإرهابيةِ و التي كانتْ تشعرُ بالهزيمةِ تضامنًا مع الكيانِ الصهيوني ، كما فرحتْ بانتصاره في العامِ 1967 م و سجدَ أعضائُها شكرًا لله –بزعمهم- في السجونِ الناصريةِ على مرأى و مسمعٍ منْ كلِّ كان حاضرًا.

فحربُ أكتوبر المجيدةُ عند الجماعةِ الإرهابيةِ ليستْ نصرًا و على أحسنِ الأقوالِ ليستْ هزيمةً و لا نصرًا بل هي حربٌ فوضويةٌ تقاتلَ فيها جيشانِ من جيوشِ الكفرِ، فانهزمَ فيها أقربهما إليها !

نعم … انهزمَ الأقربُ إليهم ! … فمن الأعرافِ الفكريةِ الثابتةِ والأدبياتِ الإخوانيةِ السائدةِ أنَّ معركةَ1973 م لم تكنْ نصرًا لمصرِ وللأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ وللإسلامِ والمسلمين.

و إنما هي محضُ حربٍ فوضويةٍ تقاتل فيها جيشانِ من جيوشِ الكفرِ فانتصرَ أحدُهما على الآخرِ، في حينِ أنَّ المهزومَ أقربُ إليهم من الهازمِ لكونه منْ أهلِ الكتابِ !

و هم يعتبرون الهازمَ- الجيشَ المصريَ العظيمَ- جيشًا طاغوتيًا مرتدًا وبناءً على هذا المعتقدِ الفاسدِ التكفيري لم تكنْ الجماعةُ الإرهابيةُ تعتقدُ -ولا زالتْ- أنَّ منْ ماتوا في المعركةِ من الشهداءِ، لأنهم ماتوا وهو يدافعون عن الطاغوتِ وملكِه، و كانوا يقاتلون تحتَ رايةِ الكفرِ !
بل وصلَ الأمرُ ببعضِ التنظيماتِ التابعةِ للإخوانِ إلى إنشاءِ مجالسَ تأديبيةٍ لبعضِ أعضائِها ممن شاركوا في المعركةِ لكونهم مجندين أو ضباطًا في ذلك الوقتِ ، ولكن تمَّ تخفيفُ الأحكامِ بسببِ عذرِ الاضطرارِ، ولكنها على كلِّ الأحوالِ لم تحتسبْ أعضائَها ممن شاركوا من الشهداءِ لأنهم حاربوا تحت رايةِ الكفرِ والطاغوتِ.

و منْ الأمثلةِ أيضًا على توفيرِ الإخوانِ للغطاءِ الفكريِ للصهيونيةِ :

– الموقفُ الداعمُ للغزوِ الأمريكيِ للعراقِ و مشاركةُ المحتلِ في الحكمِ و منعِ مقاومتِه .

فلم يخرجْ الموقفُ الإخوانيُ في الغزوِ الأمريكيِ للعراقِ عنْ هذا الإطارِ بحالٍ ، فقد أعلنتْ الجماعةُ الإرهابيةُ في العراقِ تأييدَها لغزوِ العراقِ ، بلْ و شاركتْ في الحكمِ في أولِ مجلسٍ رئاسيٍ شُكِّلَ في العراقِ بعضوين اثنين لا عضوٍ واحدٍ ، و أمرتْ الفصائلُ الإرهابيةُ أتباعها بعدمِ مقاومةِ الغازي ،بل و خرجَ “المقدسي” ببيانٍ شهيرٍ يحرمُ! فيه على أتباعِه مقاومةَ الأمريكان ، لأنها معركةٌ –على حدِّ قوله- لا ناقةَ لهم فيها و لا جمل !
بالإضافةِ لعملِ الإخوانِ بالتعاونِ مع الشيعةِ على إضعافِ معنوياتِ الجنودِ في الجيشِ العراقيِ ، و هو ما لعبتْ فيه قناةُ الجزيرةِ القطريةِ دورًا كبيرًا لا يخفى على أحدٍ .

و مهما ننسى فلا ننسي دورَ الخلايا الإخوانيةِ النائمةِ في الجيشِ العراقي و مؤسساتِ الدولةِ العراقيةِ و التي عاونت المحتلَ قبلَ و أثناءَ و بعدَ الاحتلالِ و دلتْ على عوراتِ و نقاطِ ضعفِ العراقيين .

و منْ ذلك أيضًا :

– إضعافُ الاقتصادياتِ الوطنيةِ لدولِ العربِ و استنزافِ مواردها و ثرواتها لصالح إسرائيل .

فمنذ إنشائها و الجماعةُ الإرهابيةُ تعملُ على إضعافِ اقتصادياتِ الدولِ العربيةِ و الإسلاميةِ ، إمَّا عن طريقِ السوقِ الموازيةِ السريةِ غيرِ الرسميةِ التي تصنعُها ، و إمَّا عن طريقِ العملياتِ الإرهابيةِ و التخريبيةِ التي تُكَبِّدُ اقتصادَ الدولِ ملياراتِ الجنيهاتِ ، و هو أمرٌ بلا شكٍ يصبُّ في صالحِ الصهيونيةِ العالميةِ فإضعافُ العربِ تقويةٌ لإسرائيل .
و ….
في المقالِ القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .

أضف تعليقك هنا