المعلم – أنا والدليل التنظيمي لمدارس التعليم العام

المعلم

للمعلم دور كبير في بناء شخصية الطالب بكافة جوانبها والارتقاء بمستواه التربوي والتعليمي من خلال توفير بيئة تعليمية وتعلمية محفزة، وهذا هو الهدف العام لوظيفته، وفي رأيي أن بناء شخصية الطالب هو دور تشريف وليس تكليف، فالطالب كونه محور العملية التعليمة فهو أيضًا لبنة المجتمع وأساس حضارته وسر تقدمه، فإذا قام المعلم بمهامه على الوجه الأتم فإنه بذلك سعى إلى تقدم مجتمعه وارتقى بحضارتها.

إن المهمة التي تصدرت قائمة الواجبات والمسؤوليات بالدليل التنظيمي والتي تتلخص في احترام الطالب ومعاملته معاملة تربوية، هي مهة نابعة من أساس ديني قويم ومنهج اسلامي، قال الله تعالى :- (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: 83] و قال – صلَّى الله عليه وسلَّم – : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبو داود]، فهي قبل أن تكون مهنة معلم هي خلق إسلامي.

المعلم وتدريس المقرر

أما مهمة تدريس النصاب المقرر من الحصص كاملاً، وتنفيذ النشاط داخل الفصل وخارجه، بما فيه سد العجز الطارئ في عدد معلمي المدرسة أرى أنه هو الدور الأساسي للمعلم، ومن دونه لا يكون المعلمُ معلمًا.

وبالنسبة لريادة الفصل الذي يسند إليه، والقيام بالدور التربوي والإرشادي الشامل لطلاب الفصل، فإني أرى أنها الفرصة الذهبية للتعايش مع نفسيات الطلبة خارج حدود المنهج وتفهُّم احتياجاتهم.

كما أن التقيد بمواعيد الحضور والانصراف وبداية الحصص ونهايتها، و التعاون مع الهيئة الإدارية والتعليمية بالمدرسة في كل ما من شأنه تحقيق انتظام الدراسة وجدية العمل، هو مدعاة لتحقيق القدوة الصالحة للطالب.

المعلم ومهام أخرى غير التعليم

والسعي للتنمية الذاتية ورفع الكفايات علمياً ومهنيًا, وتربويًا، ودمج تقنية المعلومات والاتصالات، وتحقيق مبدأ المتعلم النشط، كل ذلك يساعد في تحقيق التقدم والحضارة لمجتمعنا.

وأخيرًا إذا كان على المعلم أن يقوم بمهام أخرى يُكلف بها من الرئيس المباشر في مجال اختصاصه، فالمعلم هو العنصر الذي يجعل من عملية التعلم والتعليم ناجحة وهو الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح، ورئيسه المباشر هو الشخص الذي يدير سير كل هذه العمليات، وهو الذي يوكل المهام إلى مرؤوسيه -بما فيه المعلم- حسب ما تقتضيه مصلحة الطالب وتحقيق الأهداف المعنية من وجود المؤسسة التعليمية.

إن مهام المعلم الواردة في الدليل التنظيمي والإجرائي لمدارس التعليم العام ما هي إلا توضيح ووصف لما يقوم به المعلم الحقيقي، الذي يرى من مهنته أنها رسالة، ومسؤولية، وشرف ورثه من معلم البشرية.

أضف تعليقك هنا