طبيعة

عندنا اليقين بالمهدي و الرجعة و اليوم الموعود

لا يختلف اثنان على حتمية تحقق الثوابت التشريعية التي اجزمت السماء على اهميتها في محور حياة الانسان ، و مدى ارتباطها بهذا المحور الاساس في نظام المجرة ؛ لما لها من تأثير مباشر و غير مباشر في تغيير طبيعة تلك الحياة البشرية فلذلك نرى أن السماء قد اولت تلك الثوابت عناية كبيرة و سخرت لها كل الامكانيات المطلوبة بغية تسهيل المهمة المناطة بعاتق ثوابتها تلك وصولاً إلى الهدف المنشود ولعل من أهم الثوابت في ديننا الحنيف هي ضرورة وجود المنقذ و المصلح الذي يعيد للإنسانية كرامتها التي سلبت و حقوقها التي انتهكت بفعل جرائم الارهاب و أدواته الشيطانية ، و يملئ الارض بالعدل و الانصاف و ينشر الحرية و المساواة حتى تكون المعمورة كالقرية الواحدة التي مُلئت قسطاً و عدلاً.

وهنا نسأل إذا تحقق هذا الوعد الالهي فيا ترى هل من غاية مرجوة أو ضرورة ملحة تستوجب وجود المهدي أم أن تلك القضية وجدت كغيرها التي مر عليها الزمان مرور الكرام و انتهى الامر ؟ إذن لابد من وجود حدث مهم يرتبط بقضية المهدي فمتى تحققت هذه الاطروحة الانسانية على ارض الواقع فإن الطرف الاخر لابد و أن يتحقق و لا نرى في ذلك إلا بحتمية الرجعة ؛ لانها من ابرز الثوابت الاسلامية.

وهذا ما ثبت بالدليل القراني فقد وردت الكثير من الشواهد القرانية التي اجزمت بتحقق الرجعة من جديد فقانونها يشمل المظلومين و الظالمين و لكي بقتص المظلوم من الظالم و أمام محكمة العدل السماوي في الارض لا في السماء وهذا ما يستدعي وجود حاكم عادل منصف يرى ظالم مجحفاً و المظلوم مستضعفاً فيقتص من الظالم للمظلوم وهذا ما ننتظره بفارغ الصبر و نسأل الله تعالى أن يقر عيوننا بتلك الطلعة البهية و يوم القسط و العدل العالمي وهذا كله أيضاً مرتبط باليوم الذي تتحقق فيه الارادة الالهية التي حملت معها الوعد الصادق بالتجسيد الواقعي لحلم البشرية في مجيء يومها الموعود الذي يشهد فيه انفراج الغمة و يأخذ كل ذي حقٍ حقه ولو كان بمقدار حبة خردل.

و يقيننا ثابت ولا مجال للشك و التأويل بأنها متحققة لا محال ، لان ذلك اليقين مستوحى من المصادر الاسلامية لا من وحي الخيال أو وسوسة ابليس و اعوانه وهذا ما تطرق إليه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته التاسعة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) بتاريخ 26/11/2016 حيث قال المرجع الصرخي : (( كل شيء بالدليل ، كل شيء بالبرهان كلام في كلام ، دليل مقابل دليل ، و عندنا يقين اليقين بقضية الإمام المهدي – سلام الله عليه – و بقضية الرجعة و بقضية اليوم الموعود إننا على الحق المبين إن شاء الله تعالى )).

فالمجادلة بالحسنى كانت وما تزال المحور الاساس الذي يدور حوله قطب رحى العلم و العلماء في جل مناظراتهم و سجالاتهم العلمية في حلهم و ترحالهم ، فكم بانت عورة الجهلاء و ظهر صدق و تمامية دعوى العلماء الصادقين بالمجادلة الحسنى المصحوبة باليقين الصادق المقترن بالحجة و البرهان القاطع .

 

أضف تعليقك هنا