الطَليعَةُ الفِكْريةُ للاحتلالِ المَدَنيِّ المُعَاصرِ!(1)

إنَّ مَنْ يتابعُ الواقعَ ، و ما يحدثُ في مصرَ في الفترةِ الأخيرة و خاصةً على شاشاتِ القنواتِ الفضائيةِ الخاصةِ ليجدُ هجمةً شرسةً –لا أشكُّ في أنَّها منظمةً- على ثوابتِ الدينِ و على السنةِ النبويةِ المُشَرَفةِ و على الأخلاقِ و القيمِ الإسلاميةِ الحميدةِ ، و بطريقةٍ تبدو تلقائيةً و عفويةً في الوهلةِ الأولى ، و بالنظرةِ العجلاءِ غيرِ المتأنيةِ .

إلا أنَّ النظرةَ الأولى حمقاءُ دائمًا ، و كذلك النظرةُ الجزئيةُ تعطي نتائجَ مشوهةً غيرَ حقيقيةٍ و لا واقعيةٍ و لا متكاملةٍ .

فلابدَّ منْ فهمِ الواقعِ فهمًا حقيقيًا و عميقًا و ذلك منْ خلالِ نظرةٍ شموليةٍ متأنيةٍ فاحصةٍ ، تجمعُ كُلَّ الجزئياتِ ، و تؤلفُ بينها ، لتتكونَ في النهايةِ صورةٌ كاملةٌ واضحةٌ مكتملةُ الأركانِ و الجوانبِ واضحةُ المعالمِ ، تعكسُ الواقعَ كما هو فيستطيعُ الناظرُ إليها رؤيةَ كُلِّ ما يحدثُ واضحًا جليًا .

فلا يمكنُ بحالٍ النظرُ إلى تلك الهجمةِ الشرسةِ على التراثِ الإسلامي منْ قِبَلِ أشخاصٍ يبدو للناظرٍ نظرةًسطحيةً حمقاءَ ألا علاقةَ لأحدهم بالآخرِ ، و لكن لابدَّ منْ النظرِ في إطارِ أنَّ كلَّ جزئيةٍ منْ تلكَ الجزئياتِ تكملُ الأخرى ، و أنَّ لكلٍّ دورٌ يلعبُه و يؤديه بعيدًا عنْ الآخرِ ، إلا أنَّهم بلا شكٍ يتكاملون فيما بينهم قصدوا أو لم يقصدوا ، ليرسموا في الأخيرِ الصورةَ الكاملةَ للواقعِ المرادِ خلقة .

و تلك الجزئياتِ التي تبدو متباعدةً تتمثلُ فيما يلي :

أولًا : الهجمةُ الشرسةُ منْ أشخاصٍ شتى

الهجمةُ الشرسةُ منْ أشخاصٍ شتى ، ذوي تخصصاتٍ متنوعةٍ و منطلقاتٍ مختلفةٍ على السنةِ النبويةِ الشريفةِسالكين لذلك سبيلَ الهجومِ على “صحيحِ البخاري” ، و التشكيكِ في أحاديثه ، و الإساءةِ إليها بطرقٍ مختلفةٍ، و كلٍّ على حَسْبِ توجهه و انتماءه ، فما بين علماني متطرفٍ إلى أزهريٍ معممٍ إلى طبيبٍ متحذلقٍ و صحفي متغطرسٍ و غيرهم .

فهلْ يعقلُ أنْ يتصادفَ هجومِ أزهريٍ مع صحفيٍ مع طبيبٍ مع أديبٍ مع غيرهم من التخصصاتِ على الهجومِ على “صحيح البخاري” فجأةً و في توقيتٍ واحدٍ مع اختلافِ التوجهاتِ و التصورِ و الوجهةِ ؟!

أيعقلُ أنْ يتصادفَ هجومُ هؤلاءِ الأشخاصِ المتخالفين فيما بينهمو في وقتٍ واحدٍ و بهدفٍ واحد على شيءٍ واحدٍ ؟!
أما في عقلي أنا فلا يعقلُ! ، و لا أظنه يعقلُ في عقلِ عاقلٍ ، و لا يقبلُ بغير ذلك سوى المجانين !
و الذي أُراهُ أنَّ”صحيح البخاري” عند هؤلاءِ المرتزقةِ ليس إلا وسيلةً لا غايةٍ و هو من بابِ المعاملِ الموضوعيِ الذي يُوَصِّلُ إلى الهدفِألا و هو الطعنُ في السنةِ النبويةِ الشريفةِ لهدفٍ آخر سَيَبِينُ فيا بعدُ .

ثانيًا : الهجمةُ المتواترةُ

الهجمةُ المتواترةُ الأخرى منْ أشخاصٍ ذوي توجهاتٍ مختلفةٍ أيضًا على “الإيمانِ بالغيبِ” متمثلًا في إنكارِ عذابِ القبرِ و نفيِ وجودِه ، تحت ذرائعَ واهيةٍ و عِلَلٍ عليلةٍ منْ مثلِ : عدمُ ثبوتِ ما يدلُّ عليه ، مع أنَّ القرآنَ نفسَه قد أثبتَه و بطريقةٍ جليةٍ مما يجعلُ المعركةَ مع القرآنِ لا مع السنة ، و يجعلُ التشكيكَ فيه تشكيكٌ في صدقِ القرآن – و لا أقول تكذيبه- .

ثالثًا : الهجمةِ المسعورةِ

وهو أمرٌ لا يمكنُ إغفالُه من قَبْلِ ذلك و منْ بعدهِ و هو ما لا ينكرهُ أحدٌ ، من تلك الهجمةِ المسعورةِ على أخلاقيات المجتمعِ المصريِ عامةً و شريحةِ الشبابِ منه خاصةً و ذلك لتدميرِ أخلاقِه و إ فسادِه تحتَ شعارِ الحرياتِ و الثقافةِ الجنسيةِ و الحريةِ الجنسيةِ و حريةِ الإبداع و ما شابهها من الحججِ الداحضةِ و الزائفةِ .

وفي المقالِ القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .

أضف تعليقك هنا