المبصرون الغافلون – كتاب “لو أبصرتُ ثلاثةَ أيَّام” للكاتبة الأمريكية الكفيفة هيلين كيلر

بقلم عائشة

كتاب لو أبصرتُ ثلاثةَ أيَّام” للكاتبة الأمريكية الكفيفة هيلين كيلر

حينما قرأت كتاب “لو أبصرتُ ثلاثةَ أيَّام” للكاتبة الأمريكية الكفيفة هيلين كيلر رحت أتسأل للحظات ودمعتي قد انسابت على خدي ماذا لو خلقني الله عمياء؟! منذ نعومة أظافري ولم يتاح لي يومًا أن أرى.

لم أعتقد أنني سأشعر بكل هذه المشاعر المختلطة في آن واحد بالحزن والفرح في نفس الوقت، بالحزن لأنني شعرت لوهلة أنني من أولئك الناس الذين قالت عنهم: لقد اقتنعت منذ زمن بعيد أن هؤلاء الذين يبصرون لا يرون الا قليلاً! وصدقها القول الجاحظ حين قال:

إن أصحاب البصيرة يدركون ما لا يدركه المبصرون.

وبالفرح لأن الله مَنّ علي بهذه النعمة.

المبصرون الغافلون

في الكتاب تذكرنا هيلين نحن المُبصرون الذين نرى ما حولنا بنظرة عادية غافلون عن رؤية النعم العظيمة التي وهبها الله لنا وإنشغالنا عن جمالية مافيها وتمر الايام والحياة ونحنُ لا مبالون لهذه النعمة؛ أن نستغلها في التمتع بكل شيء حولنا بطعامنا وشرابنا وجوه أحبابنا أذواقنا واختيارنا لملابسنا والوانها .

كُنت دائمًا اقول: لو خيروني يومًا بين إبقاء واحدة فقط من حواسي الخمس فسأختار بلا تردد بصري فأنا دائمًا ما اطلب الله أن يحفظه لي لكي يكون لي متسع لأن اقرأ كل كتب العالم ما استطعت، ارى إشراقة الشمس وغروبها، أتأمل السماء وأقوم بعد كل النجوم والتمدد حول شاطئ البحر .. لكي أسافر إلى بلدان العالم واجول بلدة بلدة وأرى أهم معالمها لكي احفظ وجه أبي وأمي والأهم من ذلك كله أن اتعلم في كل يوم أعيشه كيف اشعر بأهمية هذه النعمة.

وتوجه الكاتبة نصيحة في اخر الكتاب تصلح أن تعلق أمامنا في لوحة كبيرة “استفيدوا من عيونكم كما لو كنتم مهددين غدًا بفقد هذه النعمة.. ”
لذلك قالوا دائمًا لكي تنال الحكمة أسأل مجرب، وانا اقول: أسأل كفيفًا لو رأى ماذا يرى لا تسأل بصير.

بقلم عائشة

أضف تعليقك هنا