الإنسان الهدف الأسمى

الإنسان الهدف الأسمى

بقلم: سيد محمد السيد

الإنسان وخلق الله

خلق الله الإنسان بيده وأسجد له ملائكته وكرمه ونصبه خليفةً على كوكب الأرض ،وأرسل له الرسل حاملين رايات الهدى والنور إلى الصراط المستقيم ،وجعل الملائكة له سنداً وحفظاً وعوناً وظهيرا ،وحذره من الوقوع فى كمائن الشيطان والدنيا والنفس والهوى ،وكان الخطاب الأول للبشرية فى مهدها يتناسب وعقلية المهد.

المعجزات

فجائت المعجزات تخاطب الحس (سفينة نوح _ نجاة إبراهيم من النار _ ناقة صالح _ عصا موسى _ معجزات عيسى……..) على أنبياء الله ورسله أفضل صلاة وأتم تسليم. ومع تطور العقل البشرى وتعديه لسن الرشد كان الوقت المناسب لتوجيه وتحويل الخطاب الإلهى من الحس إلى العقل فكانت المعجزه الخالدة ذات الدلالة الباهرة والحجة الدامغة ،القرأن الكريم ،ذلك الخطاب المعجز الراقى المشتمل على الأدلة العلمية المسايرة لكل عصر،والأحكام الصالحة لكل زمان، والقواعد المناسبة لكل مكان، والتى تنفرد بالمزج بين العقل والوجدان، وتنطلق من الواقع وتنتهى بتكييفه وفقاً لمصلحة البشرية وسعادتها.

الرسالة الخاتمة

ذلك المفهوم الذى إنطلق به أمين الرسالة الخاتمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الأفاضل ،وشاء الله عزوجل أن يجعل من مادة هذه الرسالة إختبار لأسمى مخلوقاته ( الأنسان ) وكانت الأرض مسرحاً لذلك الإختبار ورتب جل وعلا على نتائج هذا الإختبار ثواب وعقاب ،ووعد الفائز بالنعيم المقيم فى جنةٍ خالده،وتوعد الراسب بضنك أبدى فى نارٍ وجحيم ،ويوم القيامة موعد إعلان النتائج ورصد الدرجات ، فهل بذلت البشرية مجهوداً للفوز والنجاح ؟

البشرية

الواقع أن البشرية فى الفيتها الثالثة لم تزداد إلا ركوداً فى ذلك المضمار ،بل وتعانى من خروج مهين عن الطريق الصحيح بعداً عن منهج الرسالة الصحيحة،فلا نرى فى أنحاء الكون إلا صراع ودمار وإهانة لسمو الجنس البشرى وإسالة دماء وإستهتار ، وهنا نجد سؤلاً مُلحاً،وهو على ماذا كل هذا الصراع؟،والكل فى طريقه للقبر أو القبر فى الطريق إلى الكل ،ولن يعود إلى الدنيا من خرج منها ،وهل يعقل أن يترك التلاميذ ورقة الإمتحان ،وينشغلوا بصراع مقيت حول محتويات اللجنة ،غير منتبهين لعقارب الساعة غافلين بذلك عما ينتظرهم من مستقبل ،غير معقول. والواقع أن سعادة البشرية تكمن الإعتراف بوحدة النسب وضرورة التعاون فى بيئة تحب الخالق وتخشى غضبة، وتقدر علمه وخبرته سبحانه وتعالى ،وهذا ما يطالعنا القرآن الكريم فى سورة الحجرات الأيةالثالثة عشر {(( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليمٌ خبير ))} وهذا ما يرسخه قول النبى صلى الله عليه وسلم (( كلكم لأدم وأدم من تراب )) وكذلك (( خير الناس أنفعهم للناس ))

بقلم: سيد محمد السيد

أضف تعليقك هنا