رؤية – #تربية

الفرد أساس بناء الأمة

ترتقي الأمم برقي شعوبها ولا شك، ولعل من أبرز ما يؤكد هذا القول هو الشعوب العربية، بل الأمة الإسلامية بمعنى أدق وأصح. لمّا كان الفرد المسلم هو العناية الأولى والبناء الأساسي كان المجتمع في أوجه حضاريا واجتماعيا وثقافيا، بل حتى سياسيا. ولا يجهل الكثير منا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيرة خلفائه من بعده، وحتى عندما آلت الخلافة للأمويين والعباسيين من بعد ذلك.

إن في كتاب الله حثٌ على أخلاق حميدة لأجل تحديد معالم الشخصية الإسلامية المثلى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾(سورة الأحزاب) ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ(179) ﴾ ( سورة البقرة).

كما و في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم، أمثلة لا حصر لها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – “لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ”. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم: 2564]. مما يستنبط من الحديث أن الإسلام جاء بحفظ المسلم في دمه و ماله وعرضه.

التربية عند أبي بكر وعمر رضي الله عنهما 

إذ كان المعلم المربي هو المنشئ لصفات الفرد المثالية فالدين الإسلامي منذ نشأته كان يحرص على مكارم الأخلاق فمنها ما كان موجودا وحسّنه، ومنها ما استحدث وكل ذلك هو عناية بالتربية الصحيحة والإنشاء السليم. وتابع الخلفاء الراشدون من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذات المنهج، ولم يحيدوا عنه، ونشرت تلك التربية في أقاصي الأرض بمشارقها ومغاربها.

وها هو أبو بكر الصديق صاحب رسول الله يودع جيش أسامة بن زيد رضي الله عنهما، موقف عجيب، أسامة بن زيد دون الثامنة عشر من عمره، وهو جندي من جنود أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأبو بكر الصديق هو زعيم الدولة الأول، خليفة المسلمين يتجاوز في العمر الستين سنة، ومع ذلك يودع بنفسه جيش أسامة، وهو ماشٍ على قدميه، وأسامة بن زيد يركب جواده، ولك أن تتخيل الموقف، أسامة على الجواد، وأبو بكر يسير بجواره على الأرض، قال أسامة: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: والله لستَ بنازل، ولستُ براكب، وما عليَّ أن أُغَبّر قدمي في سبيل الله ساعة.

وهذا عمر الفاروق رأى واحدا من الرعية وهو خليفة المسلمين حانِيًا رأسه وكتفه فضربه بالدرة، وقال له: يا هذا لا تُمِتْ علينا ديننا، الإسلام عزيز، فارفع رأسك، فمظاهر التذلل والخضوع والخنوع هذه مرفوضة عند عمر.

فيديو مقال رؤية – #تربية

أضف تعليقك هنا