مُنذُ فجرِ الجماعةِ الإرهابيةِ و هناك خطٌ واضحٌ تستطيعُ أنْ تلحظَهُ و تتبعَهُ، إما باستقراءِ تاريخِ الجماعةِ و إما باعترافاتِ الأفرادِ المنتمين لها أنفسِهم.
و نحن إذ نتتبعُ ذلك التاريخَ المشينَ ، لا يمكنُ لأعيننا أنْ تغفلَ عن ذلك الدعمِ المتواصلِ لكلِ المواقفِ و القضايا الصهيونيةِ ، بل لكلِ ما هو صهيونيٍ، على مستوى العالمِ عامةً و عالمِنا العربيِ و الإسلاميِ منه خاصةً منْ قِبَلِ تلك الجماعةِ الإرهابيةِ.
فكلما كانتْ الصهيونيةُ في حاجةٍ إلى تمريرِ فكرةٍ أو مشروعٍ كلما ظهرت الجماعةُ متطوعةً للبحثِ و التنقيبِ، و منْ ثّمَّ تقديمِ المشروعِ الصهيونيِ في صورةِ “فكر إسلامي”! – و حاشا للإسلامِ العظيمِ أنْ يكونَ كذلك – ، و ليس أكثرَ مِن الأمثلةِ على ذلك فيما سنسردُ بعضَه و نتركُ للباحثين المتخصصين المجالَ رحبًا ، و إنما نحنُ نشيرُ إلى ذلك إشارةً تفتحُ البابَ للكلامِ في المسكوتِ عنه و على الله قصدُ السبيلِ .
و لكن و قبلَ كلِّ شيءٍ لابُدَّ من الإشارةِ إلى أنَّ هذا الأمرَ لم يكنْ محضَ مصادفةٍ أو مواقفَ عفويةٍ و إنما كان أمرًا مقصودًا و منهجًا متبعًا منذُ اليومِ الأولِ ، أسسَ لذلك “حسن البنا” و تبعه عليه أتباعُه إلى يومِ الناسِ هذا .
يقولُ “عمرُ التلمساني” عن موقفِ “البنا” من الحلفاءِ في الحربِ العالميةِ الثانية: “لما قامتْ الحربُ العالميةُ الثانيةُ عام 1939، والإخوانُ على قوتِهم، كان من الممكنِ أن يسببوا الكثيرَ من المتاعبِ للحلفاءِ لكنَّ الإمامَ الشهيدَ! “حسن البنا” أصدرَ أوامره للشُعَبِ و المناطقِ أنْ تلتزمِ الهدوءَ و أنْ تتفرغَ لنشرِ الدعوةِ، وأنْ تعطيها كلَّ اهتمامِها وجهدِها بعيدًا عنْ الاستثارةِ، حتى انتصرَ الحلفاءُ وكان موقفُ هذه المنطقةِ -التي تعجُ بالإخوانِ المسلمين في كلِّ مكانٍ- سببًا من أسبابِ انتصارِهم، ولكنهم جازوا الإمامَ الشهيدَ! جزاءَ سنمار! ألا يستحقُ موقفُ الإمامِ الشهيدِ! من تلك الأحداثِ في ذلك الحينِ، أنْ يُسجلَ في صفحاتِ الخلودِ” ذكريات لامذكرات 253.
و بغضِ النظرِ عما في هذا الكلامِ منْ دسٍ للسُمِّ في الدَسَمِ و تزيينٍ للباطلِ و محاولةٍ فجةٍ لغطاءِ الباطلِ بلحاءِ الحقِ، فإنَّه يثبتُ بما لا يدعُ للشكِ مجالًا أنَّ موقفَ “البنا” من الصهيونيةِ و دعمِه لها عن طريقِ دعمِه للحلفاءِ و في مقدمتِهم بريطانيا و التي كانتْ تحتل مصرَ –وقتها- ، لم يكنْ موقفًا منفردًا أو شخصيًا أو استثنائيًا له ، بل كان – كما قررنا- منهجًا رسمَه هو ، و سارَ عليه أبناءُ تنظيمِه إلى يومِ الناسِ هذا و سيظلون ما وُجِدَ التنظيمُ .
و سنضربُ بعضَ الأمثلةِ من خلالِ السطورِ القلائلِ القادمةِ ، لنشيرَ بها بعضَ الإشارةِ فقط إلى أصلِ الداءِ الذي دأبَ التنظيمُ الإرهابيُ الخائنُ على السيرِ عليه منذُ تأسيسِه في عشرينياتِ القرنِ الماضي منْ تقديمِ غطاءٍ فكريٍ بلْ و إسلاميٍ لكلِّ مشروعٍ تريدُ الصهيونيةُ تنفيذَه في بلادِ العربِ و المسلمين ، ليبدو في ظاهرِ الأمرِ أمرًا في صالحِ العربِ و المسلمين ، إلا أنَّه في الأخيرِ و في حقيقةِ الأمرِ لا يصبُّ إلا في نهرِ الصهاينةِ ومخططاتِهم، و نتركُ بعد ذلك التفصيلَ لمكانِه و لأهلِه ، و نكتفي هنا بالإشارةِ التي تغني اللبيبَ، و التي تدلُّ على أنَّ وراءَ الأكمةِ ما ورائِها.
و دونكَ أخي القارئَ المكرمَ – في المقالاتِ القادمةِ إنْ شاءَ اللهُ – بعضَ الأمثلةِ على تقديمِ هذا التنظيمِ السرطانيِ كلَّ الدعمِ لمخططاتِ الصهاينةِ عبر تاريخِهم المليءِ بالخيانةِ للهِ و للدينِ و للوطنِ .
وفي المقال القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد