الرجعة يوم المظلوم على الظالم

المحقق الصرخي .. الرجعة يوم المظلوم على الظالم
كثيرة هي القوانين السماوية التي يعجز قلم المحو و الاثبات من التلاعب بمضمونها أو التحريف بلفظها و معناها ؛ لأنها من الخصوصيات الثابتة التي لا تخضع لأي قانون وضعي او عرف اجتماعي ، فتلك القوانين من وضع السماء حيث جفت الاقلام و رفعت الصحف عندما تم الانتهاء من وضع لمساتها الاخيرة فأصبحت مما لا خلاف عليها بين المذاهب الاسلامية ، و إذا ظهر شيءٌ من ذلك فإنه لا يلبث أن يضمحل و ينتهي لعدم كفاية الادلة على تماميته أمام الكم الهائل من الدلائل القرآنية المعين الصافي الذي لا ينضب و لا تشوبه شائبة ولعلنا نجد أن قضية الرجعة وما تتضمن من احداث عظيمة و اهوال شديدة و التي لا يعلم حقيقة كنهها إلا الله ( عز و جل ) فلذلك اليوم مما لا شك فيه أنه من اشراط الساعة الثابت شرعاً و قانوناً فالكل ذهب إلى أنه يوم البعث الجديد أو البرزخ و لكن هذه الايام من متعلقات يوم القيامة ، إما يوم الرجعة فهو يوم دنيوي و ليس آخروي.

هذا اليوم الذي فيه الحق يُقام و يلجم الباطل ، و ينتصر فيه المظلوم على ظالمه ، يوم يأخذ المستضعف حقه من الظالم المستبد ، وهذا مما خلاف فيه وهذا طبعاً يستلزم وجود حاكم عادل ، حاكم منصف يرى الحق حقاً فيعمل به و يرى الباطل منكراً فينهى عنه ، نعم فالرجعة تشمل عودة الظالمين و المظلومين حتى يأخذ النازح و المهجر و المستضعف المظلوم حقه و حقوقه من ساسة الفساد و المرجعيات الكهنوتية الفراغية و الصمت المشين لما يجري من ظلم و اجحاف على الالوف المؤلفة من العوائل النازحة و المهجرة المضطهدة الذين اخرجوا من ديارها بغير ذنب.

بغير حق لا لجرم اقترفوه او جريرة ارتكبوها بل لأنهم يقولوا ربنا الله تعالى و ليس ربنا الانظمة الدكتاتورية الغازية لعراقنا الجريح او الطبقة السياسية الفاسدة و ساداتهم وكبرائهم من مرجعيات السب الفاحش و المرجعية الكهنوتية ، فتلك الطبقة المغلوبة على امرها متى يُنتصر لها ؟ متى تُسترد كرامتها ؟ متى تعود إلى اوطانها المدمرة بعزة و كرامة ؟ متى تعيش انسانيتها ؟ أسئلة تطرح نفسها و تحتاج من المنصفين و العقلاء الاجابة ، حتى نصل إلى الحقيقة المتجسدة على ارض الواقع فلا مجال إلا بالقول بالرجعة و وجود إلامام العادل الحاكم المنصف بين الظالم و المظلوم ، بين السياسي الظالمين و بين النازحين و المهجرين المظلومين و إلى ذلك المعنى فقد أشار المرجع الصرخي الحسني إليه في محاضرته العاشرة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) بتاريخ 2/12/2016 قائلاً : (( خامساً : تحصَّل مما سبق ولو على نحو الاحتمال و الاطروحة أن الرجعة لا تختص برجوع طوائف من المؤمنين ، بل تشمل طوائف من الكافرين ليذوقوا عذاب الله تعالى و يُقام عليهم الحد و القصاص )) .

فالرجعة تثبت حتمية الانتصار للمظلوم فمتى يا حكومة العراق و مرجعياته الفراغية تتعضون و تنصفون النازحين ؟ متى ترجعون الحقوق لأهلها المظلومين ؟ فأطفالهم يعانون الأمرين تحت خيم البؤس و الشقاء بسبب قسوة الشتاء و برده القارص القاتل ؟ متى نراهم بديارهم و اوطانهم يسرحون و يمرحون ؟

 

أضف تعليقك هنا