لكل ما مر و لغيره لم استغرب “فلتة لسان”! الابن و لا تصريح وزير دفاعه – وقتها- من أنهم حين ينتهون من أهل الأرض سيتوجهون لحرب أهل السماء ، فقد كنت على ثقةٍ من أن هؤلاء حين أتوا إلينا – نعم إلينا- في العراق و من قبله في أفغانستان ، و في شتى أركان مشرقنا العربي كله ، لم يكونوا سوى أحفادٌلأسلافهم من غزاة الحضارة القاتلة الدموية المجرمة الأقدمين عادوا لأجل القضاء على الحضارة العظيمة : حضارة الحياة و الخير و السلام .
كنت على أتم اليقين أن هؤلاء ليسوا إلا عرضًا للمرضِ القديمِ ، مرضِ “حربُ الحضارات” ، و ليسوا إلا حلقة من حلقات الغزو الممتدِ عبر القرون من قِبَل الحضارة الغربية على الحضارة العربية الإسلامية .
نعم كنت أعرف ، في حين كان الكثيرون مما يُعرفون بــــ “النخبة المثقفة” لا يكادون يفقهون حديثًا و يرددون شعاراتِ الغزاةِ دون وعيٍ ، و لكن للحقيقة – و الانصاف عزيز- قد كان بعضهم يعرف و لكنه كان جزءًا من هذه الحرب الخسيسة ، و هؤلاء هم أحفاد “المعلم يعقوب” و ورثة خيانته و حاملي رايته ، ممن خانوا أوطانهم و دينهم و تعانوا مع المحتل الغزي و كانوا يدَ المستعمرِ للسيطرة على الأرض و لهتك العرض .
صحيح أن جماعة الإخوان كانوا من “ورثة يعقوب” و لكن الحقيقة أنهم لم يكونوا وحدهم بل كان معهم من الخونة الكثير ، ممن باعوا أوطانهم و دينهم و انتمائهم بل و أنفسهم و أعراضهم في مقابل حفنةٍ من مالٍ قذرٍ أو منصبٍ ذاهبٍ أو جاهٍ زائل .
و لكن الحقَ لا يموتُ أبدًا ، ذلك أن الله هو الحقُ و الله باقٍ أبدًا .
إن الصواب قد يتوارى و يختفي حينًا من الدهر و لكنه أبدًا لا يموت .
و لهذا لما هبّتْ على مشرقنِا رياحُ و عواصفُ “الربيع العربي” كنت أرى في ثناياه ما لم يره الكثيرون من أعراض “حرب الحضارات” .
ذلك أن الغربَ يريدُ فرضَ ثقافته و التي هي خلاصة حضارته ، يريد غزونا فكريًا و حضاريًا – و هي المرحلة الأخيرة من الغزو العسكري و نتيجته المحتومة حيث يفرضُ المحتل لغتَه و ثقافتًه و أسلوب حياته و تفكيره على البلد المحتل – بعدما فشل في غزونا عسكريًا عبر القرون .
يريد الغربُ منا أن نتبرأ نحن من ثقافتِنا و أصالتِنا بمحضِ إرادتنا ، و أن نقتلع بأيدنا جذورَنا الممتدةَ عبر القرونِ في الماضي السحيق و ننتمي فكريًا و ثقافيًا – أي حضاريًا – إليه من غير أن يجبرنا هو على فعل ذلك ، تحت شعاراتٍ رنانةٍ مطاطةٍ ينخدعُ فيها الكثيرون من أمثال “المدنية الحديثة” و مواكبة العصر” و “العولمة” و “الديموقراطية” وما شابه ذلك من شعاراتٍ يتم فيها فرضُ ثقافة الغرب علينا و لكن هذه المرة بإرادتنا و باختيارنا .
شعاراتٌ طنانةٌ لا تحمل في طياتها إلا ألغامًا مدمرةً توشكُ أن تنفجرَ لتدمرَ المجتمعاتِ و تمزقُها و تحولُ أصحابَها إلى مسوخٍ مشوهةٍ لا هي تنتمى إلا جديدٍ تعيشُ فيه و لا إلى قديمٍ تنتمي إليه و يجري في عروقها ، و إنما هي مجموعة من الأمشاجِ المختلطةِ غير المنسقةِ تنتجُ في الأخيرِ كائنًا مشوه الخلقةِ و الخُلُق .
و حتى الخيرَ الذي تحتويه يتمُ تفريغها منه لتبقى فقط مساوئها لتدمرنا به دون حسنةٍ واحدة .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد