الجانب المظلم من الخيال على لسانين – العالم الموازي متمردا على قواعد التوازي حلقة (2)

اللسان الأول على الحافة

اللسان الأول الحياة على الحافة هي ما أفعل، بل و أصر مستمتعا أن أفعل.. الحافة في الخيال تتأرجح عليها بين مظهر يوحي بالإرتباط، القرب، أو الشغف و جوهر يرفض التقيد بأية قواعد أو قيود. ذلك الحرف يا عزيزي هو ساحة صراع متوحش بين روح تحاول الهرب، و بدن و عقل يقيدانها بسلاسل محدودية القدرات، و عقل يحاول التوفيق بينهما. لم تفهم أليس كذلك..؟ لا يهم.. لكنك سترى حرفك عندما تعشق على حرف تتمنى فيه الهجران، و تمتهن ما تحب و يتملكك في كل لحظة أمل الهروب إلي الفراغ.. ستكون على ذاك الحرف تنتظر تقيدا بقواعد أو قولبة لحياة و لو بشكل مؤقت.. فإن أصابك ذاك القيد إطمئننت به، و إن مسك ذلك النازع للهرج و الفوضى إنقلبت على وجهك.

اللسان الثاني في الخيال

اللسان الثاني هو نوع من الخيال مارسته و أودى بي إلى ما هو أنا الآن.. هل أنا مجنون..؟ متشائم..؟ واقعي..؟ لا يهم.. حقيقتي هي ما تراني عليه و ما أتعاطى به مع النوازل. دائما ما كان يتجسد في ذهني عشرات المشاهد عندما يبدأ الأمر بحدث صغير – قرأت بعدها عن تأثير الفراشة و كيف يمكن لحدث صغير أن يتطور عن طريق سلسلة متتالية من الأحداث حتى يصبح كارثيا. بداية بحدث.. يعني ذلك بالنسبة لي لحظات قليلة تدور فيها عشرات الحوارات في ذهني، و تتراكب فيها مئات النتائج و الأحداث المترتبة على ذلك الحدث و التى قد أجذبها للواقع و أشارك فيها بصوتي و تعبرات وجهي..

عندما يتحدث شخصان عن الخيال، و ما يؤدي إليه في قالب يشعرك أن أحدهم قاده الخيال إلي منطقة رمادية لا يدري فيها شيئا عما يريد أو عما يدور من حوله، و آخر حمله خياله على المعايشة الصادقة المصدقة لعشرات المشاعر و إلم تحدث، فعاش في أبعاد الجفاء و الهجر و الحزن و الحداد و البغض و الكره و كأنما حدثت.

فهل صار الأول شخصا تتوقع أن يختفي في أية لحظة غير عابئ بتبعات هذا الإختفاء نتيجة تحوله لكتلة من المشاعر المضطربة فقط..؟ ، و هل بات الثاني جاهزا لتلقي المصائب و النوازل، بل و الأفراح بشكل متزن و بثبات إنفعالي لا يمكله إلا من عاش الحدث من قبل فوقي من هول الصدمة الأولى..؟

ليس هذا مقام الإجابة عن أي من السؤالين.. و إنما مقام طرح تساؤل آخر و تركه لرياح التأمل.. ماذا لو كان اللسانان لذات الشخص..؟
و للحديث بقية إن كان في العمر بقية..

أضف تعليقك هنا

حسام قنديل

استشاري تخطيط وإدارة