وما زال صوت تلك الاله يعزف لحنه فى اذنى. بصوت الموسيقى التى كانت تعزف ونحن فى طريقنا الى الفصول ايام المرحله الابتدائيه. وما زالت تلك الرائحه تداعب انفى. رائحه تلك الوجبه التى كانت تسلمها لنا تلك المدرسه الطيبه المختصه بالرعايه الصحية.
ولون المريله يضحكنى ولا استطيع نسيانه واظن الجميع كذلك. فكيف ان تنسى شئ بهذا اللون الفريد. فلا اظن ان احدا ارتدى شيئا بهذا اللون بعد تلك المرحله. ومازلت اتذكر عندما اتشاجر انا وزميلتى فيقول لى استاذى. قبلوا رأس بعضكما. فى كل براءه وطهاره. انها البراءه والطهاره التى تسحب منا تدريجيا عند اصطدامنا مع الحياه بعنف.
ومازلت اتذكر ان جل اهتمامنا يتركز حول الذهاب الى المسجد واللعب بالمياه والصلاه بابتسامه على الوجه وتقليد المصلين. والعوده الى المنزل لنجلس جميعا حول مائده واحده. لم تكن الهواتف الذكيه موجوده. تلك التى استعملت ذكائها على صانعيها. فابعدتهم عن بعضهم واضعفت الروابط الاسريه. لقد كانت مائده الطعام تحفها الموده والبركه. لم يكن مسموحا لى بالتحدث على الطعام ولم يكن هناك هاتف اكل لقمه واكتب عليه كلمه وانتظر رساله.
وما زالت دعوه امى وهى تعد لى سندوتشات المدرسه تملىء السماء عبقا. وانتظار ابى لى بعد العوده من الدرس. وتلك الافعال الجميله التى كان يدعونها حماقات. ككتاباتى ورسوماتى الغريبه فى كل صفحات الكتب. وقضائى فى الرسم ما يقرب الساعتين بكل تركيز بدون ان تنادينى سيجاره عاهره. او ان يشتت خيالى الطفولى شيطان ضل طريق العوده الى امه.
ومازالت تلك الاله الرخيصه التى كنت اعزف عليها منذ الخامسه عندى وانا ابن الثانيه والعشرين اختها فى الوفاء والبساطه .. وما زالت مجلات ميكى ماوس هى اجمل ذكرياتى فقد امسكنى ميكى من يدى وعرفنى الى بطوط وبطوطة .. واصطحبونى الثلاثه الى الفلاسفه والعلماء وعرفونى الى كبار الادباء والشعراء .. لقد كان ولازال ميكى اوفى اصدقائى فقد احتمل كل حماقاتى .. قد احتمل تملكى له وحبسه فى درجى الصغير دون ان يقترب منه احد.
رغم اننى لم اعرف كيف العب كما الاطفال .. الا اننى شاركت الكابتن رابح وماجد فى احلامهما .. والقناص الصغير والصياد الجرىء فى اصطياد الحق .. وسيمبا والبوكيمون فى الصبر والمثابره على بلوغ الاهداف .. وسابق ولاحق فى السعى الدءوب وراء النصر والتميز.
وما زلت اتذكر عشقى للاقلام. وتلك الاقلام التى كان يحضرها لى ابى. فقد كانت اقلام ثمينه جدا. يحتفظ بها الكبار كشئ ثمين. اما انا فقد كنت اخط بها الطفوله وخيالها .. وارسم بها طيورا لم اراها واناسا لم اقابلهم .. وقد كانت احلام اليقظه وقتها تشبه احلام النوم بما تحمله من الوان زاهيه وخيال خصب وروحانيه بدون تعصب لاى شئ فى الحياه. ولم نكن نختصر كلمات الحب فقط فى العاشقين. بل نقولها لزملائنا واقربائنا وكل ما نراه جميل نخبره بحبنا المعلن لا الدفين.
وكنت اهوى فك الاشياء على امل اصلاحها فارانى قد استخرجت اعضائها وقطعت اوصالها. ثم اتركها مريضه تلتقط انفاسها الاخيره .. واحمل المفكات سرا .. لاقنع احدى العاب اخوتى انى طبيب ماهر.
قد كانت اياما مزهره ومفعمه بالامل .. قد كانت مرحله ولكل وقت مرحله .. وتظل شاعرا ما ظل بداخلك طفل لا يخشى شئ .. لا اعترافاته ولا حماقاته ولا ميكى ماوس ومغامراته.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد