تفرض المجتمعات نمطاً معيناً من التربية على الوالدين وتجبرهما على التقييد ببعض الأساليب المتوارثة كالقسوة و السيطرة ، و تضع مقاييس محددة للطفل المهذب بأن يكون ناضجاً و متفوقاً دراسياً و منفذا لكل ما يملى عليه ،و إلا فيُلصق به أوسمة مفتراة (مشاكس ، عنيد ، غبي ، طويل اللسان ،…).
و يُنظر إلى الأسرة الغير ملتزمة بمفاهيم التربية التقليدية نظرة ناقدة قاسية تعني ( أنت لا تحسن التربية )،و حتى في حين كون الوالدين قارئين جيدين مهتمين بتربية أبنائهما بالاعتماد على الأساليب الحديثة التي تتوافق مع العصر الحديث بكل معطياته، و التي توصلت إليها الدراسات الحديثة والتي قد أثبتت فاعليتها عملياً و المبنية على تجارب علميّة نفسية .
في لحظة ما يقوم الطفل أو المراهق بتصرف غير لبق أمام هذا المجتمع ، ليضع والديه في منتصف الصراع بين الأعين الناقدة ؛ في الحقيقة ، أنت تعلم في قرارة نفسك ماعليك القيام به وردة الفعل الصحيحة لمعالجة الموقف ، و لكنك أيضاً تقع في الحيرة تماماً -خصوصاً لو كان التصرف الغير لبق مواجهاً لأحد الكبار – فالجميع ينظر و ينتظر ردة فعلك فالعين الأولى تخبرك أن عليك الغضب و التوبيخ و الضرب حتى يتعلم ابنك الأدب ولا يكرر هذا الخطأ و لترد اعتبار – من وقع الخطأ بحقه – ، و أنت تعلم بطبيعة الحال أن هذا الأسلوب سيؤذي ابنك و قد يتسبب في عناده وغيره.
أما العين الناقدة الثانية تقول لك : لا تفعل له شيئاً ، مرّ مرور الكرام و لا تعاقبه ، دعه يهيم في أخطائه دون توجيه أو ارشاد ، وإلا فأنت قاسي وظالم .
فتقع بين ضغطين اجتماعيين متكررين ، تحتار بينهما و بين ردة الفعل الصحيحة المبنية على الحزم دون غضب عارم ، و ارشاد دون انتقاص ، و توجيه مليء بالحب و الاحترام دون تمييع ، و حلم في التوضيح و الإفهام .
الحل : عليكم أيها المربين الاطلاع والقراءة في كتب التربية و اتباع الأسلوب الأصح و الأنجح في تربية أبناءكم فأنتم أدرى بشخصياتهم و احتياجاتهم و نفسياتهم ، دون التأثر بالأعين الناقدة التي ستجعلكم مضطربي التربية ، فمرة هنا ومرة هناك .
و القدرة على ذلك تأتي بالتّمرن و في كل مرّة يسهل عليكم الأمر و تزيد ثقتكم بأنفسكم و ثقة أبنائكم بكم ، تذكروا في هذه اللحظات أولادنا أولاً ، و خسرانهم خسارة كبيرة .
فيديو التربية بين الأعين الناقدة
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد