الاعمال التطوعية والمصلحة الشخصية

 

الاعمال التطوعية والمصلحة الشخصية

بقلم: احمد فالح المراعيه التي يسودها مناخ التماسك الاجتماعي الفعال الذي بدوره يطلق العنان الى التقدم والتطور السريع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكما قيل التطوع غذاء الروح لأنه ينبع من القلب ولا ينتظر مقابلا فهو عطاء وتضحية وبذلك يكون في اسمى اشكال العمل الانساني فيسطر كتاب تتعدَّدُ صفحاته

، لِيدخلَ في جميعِ صفحات الحاضر والمستقبل

وقد حث الاسلام على ضرورة المشاركة في اعمال الخير والتطوع من اجل مصلحة المجتمع لان التطوع في الفكر الإسلامي ينبثق من عقيدة إيمانية راسخة  قال صلى الله علية وسلم أحبُّ الناسِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أنفعُهم للناسِ وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلِمٍ أو تكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِي عنه ديْنًا أوْ تطردُ عنه جوعًا ولَأَنْ أمْشِيَ معَ أخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إلِيَّ مِنْ أنْ أعتكِفَ في هذا المسجِدِ شهْرًاً.

 

وقد بلغ عدد سكان العالم في عام 2017 ما يفوق 7 مليارات نسمة

وهذا العدد ادى الى تزايد الطلب على الخدمات الاجتماعية  بشكل كبير مما شكل تحديا كبيرا على صانعي القرار(الحكومات) بسبب وجود فكرة العمل المدفوع الاجر (الخدمة مقابل المال)المترسخة في عقول المجتمعات في البلدان المختلفة ومن هنا جاءت اهمية المشاركة بالأعمال التطوعية وايجاد مؤسسات تطوعية مساندة للعمل الحكومي والعمل بكل عزم واصرار لتحقيق اهداف التنمية المستدامة من خلال زرع بذرة حب العطاء والبذل من اجل الغير داخل اطياف المجتمع

 

ومما لا شك فيه ان المتطوعون يمكنهم تغيير العالم عندما تكون الاهداف السامية والقيم الأخلاقية الرفيعة التي تسعى لرفاه المجتمعات وزرع عقيدة السلام ودمج المجتمعات بعديا عن النعرات التي تدعو للعنصرية والتفرقة على اساس الدين او العرق او مجرد الاختلاف بلون البشرة ونبذ التطرف هؤلاء المتطوعون الذين يثبتون من خلال اعمالهم ومساهماتهم ان هناك قيم انبل تدفعهم للعمل بعيدا عن المصالح الذاتية.

 

وساهم العمل التطوعي في اطلاق المبادرة العالمية للقضاء على شلل الاطفال منذ عام 1998 التي تطوع بها ما يزيد عن 20 مليون متطوع ومعا ساعدوا على تحصين اكثر من 2.5 مليار طفل في العالم  وذلك بحسب ما ذكرته مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “هيلين كلارك

نعم هناك معوقات علينا ان تعترف بها لنتكاتف جميعا معا لعلاجها

والبعد عنها للمساهمة في نجاح الاعمال التطوعية فعندما تدخل المصلحة الذاتية والاهداف الشخصية يتغير المنحنى العام لتنمية المجتمعات وزيادة التماسك والتكافل الاجتماعي وتودي الى انعكاس الاثر السلبي ع المجتمعات وبالتالي على الافراد ويسود مناخ من الاحباط والشعور بعدم المساوة فيتأثر المستوى العام للأداء للمؤسسات المختلفة ويؤدي بدورة الى فقدان الثقة بين المتطوعين انفسهم وانتشار العمل التطوعي الفردي من جهة وبين المتطوعين ومؤسسات المجتمع التطوعية من جهة اخرى لانتشار فكرة المصلحة الشخصية التي تكون الدافع الحقيقي للعمل التطوعي أما لبعض المتطوعين واما لبعض مؤسسات المجتمع التطوعية مما يفقدها رصيدها من الثقة المجتمعية والتشكيك في دوافعها واهدافها التي اسست من اجلها ويؤدي بدورة الى محدودية النتائج وقلة الاثر .

فيديو الاعمال التطوعية والمصلحة الشخصية

 

أضف تعليقك هنا