قلما نسمع عن ثمار علمية حقيقية لمراكزنا الثقافية المنتشرة في كل بقاع الأرض ؛ مما يجعلنا نفقد الثقة في تلك المراكز التي لا نجد طائلا لها صدى ، رغم تكلفتها التي تشكل عبئا كبيرا على ميزانية وزارة الخارجية والدولة عامة.

مخطوط مطلع النجوم ومجمع العلوم

لكننا مؤخرا سمعنا عن أحد المراكز الثقافية المصرية وهو المركز الثقافي المصري بطشقند عاصمة أوزبكستان ، والذي كان له دورا فاعلا في ميدان الثقافة والعلم من خلال الدكتور عماد حسن مرزوق ، خبير اللغة العربية السابق بالمركز ، ومدرس العلوم الإسلامية الحالي بكلية الآداب بجامعة المنوفية ، والذي أعلن مؤخرا عن دراسة علمية بعنوان: (مخطوط مطلع النجوم ومجمع العلوم ، للإمام نجم الدين أبى حفص النسفي – دراسة وصفية تحليلية) وتعد تلك الدراسة تحقيقا لمخطوط نادر يرجع تاريخ تأليفه إلى القرن السادس الهجري.

وأوضحت تلك الدراسة أن أهمية ذلك المخطوط ترجع إلى كونه نسخة وحيدة ، لا يعرف لها مثيل في العالم ، وقد اشتمل هذا المخطوط على عدد من الكتب في العلوم الشرعية واللغوية المختلفة ، والتي كان يتم تدريسها في المدارس العلمية في سمرقند ، وبلاد ما وراء النهر ، واستمر تدريسها حتى عصور متأخرة في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي ، مثل كتاب العقيدة النسفية ، والذي يعد من الكتب الأساسية في دراسة العقيدة في الأزهر الشريف حتى الآن.

ثمار المركز الثقافي المصري

وتعد هذه الدراسة ثمرة من ثمار المركز الثقافي المصري بطشقند عاصمة اوزبكستان ، حيث اطلع الدكتور عماد حسن مرزوق ، أثناء عمله كخبير للغة العربية هناك على مجموعة مهمة من المخطوطات العربية ، في معهد أبى الريحان البيروني للدراسات الشرقية ، كان من بينها هذا المخطوط.

ونحن إذ نهنئ ونبارك ذلك السبق العلمي الفريد، ننتظر من صاحبه المزيد من الدراسات العلمية والاكتشافات المتعلقة بالمخطوطات العربية، ذلك الكنز الثمين الذي يتوارى معظمه في شتى بقاع الارض ، كما نرجو أن نجد مزيدا من الصدى لمراكزنا الثقافية في مختلف دول العالم ؛ لنعيد لوطننا ريادته الثقافية والعلمية المنشودة.

فيديو المقال الدكتور عماد حسن مرزوق يكشف عن مخطوط نادر للإمام النسفي