بقلم: عبد الله المحنا

منذ عصور ما قبل الجاهليّة؛ كان العرب يهوون الحرب، فلو استرجعنا وراجعنا وتصفحنا صفحات التاريخ قليلاً، لوجدنا العرب لم يُقاتلوا الأقوام الأخرى فحسب، وإنما كانت الحروب تصول فيما بينهم أيضاً، لأسباب قبلية متخلفه.

دعوة الإسلام

إنّ ذلك انعكس على الإسلام سِلباً، فحينما أجهر النبي محمد دعوته، أعلن العرب رفضهم القطعي لتلك الدعوة؛ فلم يستكفوا برفض أتباع هذه الدعوه فقط، بل استمروا لحين تعذيبهم، وتهجيرهم ونفيهم ومقاطعتهم، وبعدها أعلنوا ضدّهم الحرب، فلم يجد النبي محمد خيار غير تقبُّل الأمر الواقع وإعلان الحرب كي يتحدث معهم الأمر بلغتهم، فأعلن هو كذلك عن الحرب وضرب بهم عِدّة غزوات، إلى حين انتصر وشكّل دولة في يثْرِب. والبعض مِنّا يتفكّر إنّ مُحَمداً جاء العرب في دين جديد، وهذا صحيح جزئياً بغض النظر عن النبوّه الإلهيه؛ أي إنّه مع ذلك هدف إلى مكافحة الأخطاء والخرافات والجهل الذي عام المجتمع العربي في الوقت ذاك؛ ووصل الجهل بهم لدرجة إنّ لو جاءهم زائرٍ بلا قبيلة أو غير عربي، يبيعوه عبداً ويضطهدوه، وذلك عانى منهُ النبي محمد شخصياً؛ فحينما وصل سلمان الفارسي للجزيرة كي يدخل الإسلام قال العرب لنبع سلماناً، فقال النبي ’’سلمان منّا أهل البيت‘‘ وعدّل اسمه وسمّاه سلمان المُحمدي ونسبهُ لقبيلة بنو هاشم كي يحميه، وهي أشرف قبيلة موجوده عِند العرب بِلا خلاف، لأن نسبها معروف.

بلداننا العربيّة بالوقت الحالي

ولو نظرنا و استطلعنا الآن لبلداننا العربيّة بالوقت الحالي وقارناها بالتاريخ القديم للعرب، نُفسِّر حينئِذ أنّ النبي محمد لم يضع حلاً لذلك وإنما زاد الوضع سوءاً وعقدهُ نوعاً ما، لإنّهم بدل ما كانوا يتحاربون (على سبيل المثال)؛ القبيلة الفُلانيّه لا تزوّج للقبيله العِلّانيّه، لأنّ القبيلتان لا يتعايشان سويةٍ، أصبح الآن السُنّي لا يعايش الشيعي لإنّهُ رافضي بسبب سبّه القطعي لمقدساته، والشيعي لا يُعايش السُنّي لإنّهُ ناصِب يسب طقوسه ويسخر منهُ شاتِماً ويكفره أحياناً.

مقالات متعلقة بالموضوع

و أأسف أحياناً إنّ نبيٌّ مثل محمد كان عربياً مِنّا، و أأملُ أحياناً، لأنّهُ عدّل أحوالاً كثيره، ولا اعتراض لحكمة الخالق بالتأكيد، وبغض النظر أن النبي مُحمد نبيٍ مُرسْل وكذا وكذا .. فإن مُحمداً بن عبدُ الله نفذ انقلاباً اجتماعياً عظيماً علينا نحن العرب، وغيّرنا تَماماً نحو الأفضل، لكننا لم نفهم، فرجعنا نحو الأسوء .. ولا نزال.

إنّ وضع العرب الآن؛ عِندهُ حلّان، أمّا أن يجدوا رجلٌ لديه جسارة، وشجاعه، وفلسفة، وحكمة، مثل مُحْمَد؛ وهذا صعب، أو انّ العرب يقتل أخيه الحرب، وهذا بعيد، لأن الأخ فراقهُ صعب!

بقلم: عبد الله المحنا

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ

بين غزة والذكاء الاصطناعي.. الوقت موت

منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء  في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد

% واحد منذ

جبريل عليه السلام

بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل  الله… اقرأ المزيد

% واحد منذ

من فضلك كن نفسك فقط

أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد

% واحد منذ