أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة والوهم والفشخرة الفارغة والفهلوة والإنكار والتبرير وعدم الشفافية حتى مع نفسه ( مثل تخبئة الزبالة تحت السجاده فقط لنظهر بشكل جيد على غير الحقيقه).
إن تلك الثقافات التى ذكرتها هى من الثقافات الاصيلة والمتأصله فى مجتمعنا والتى أصابت المجتمع كله مسلميه ومسيحييه وإسلامييه وعلمانييه وليبرالييه ورجاله ونسائه وربما حتى أطفاله ( الا من رحم الله ) وربما ما دفعنى لكتابة هذا الموضوع الان أننى كنت فى حديث مع ابنى وكنت أخبره أننى فى بداية حياتى العمليه خارج مصر كنت أعمل مع زميل لى ( أيرلاندي الجنسية ) وتماشيا مع ثقافتى كنت أحاول أن أظهر بشكل جيد حتى ولو زائفاً.
فقال لي زميلي ناصحاً ( Don’t try to look good in front of people ) ( لا تحاول أن تظهر جيد أمام الناس ) ولكن الافضل أن تكون ( To be good ) ( ان تكون جيد بالفعل وليس زائفاً ) حينها تأثرت جدا بنصيحته وغيرت مفاهيمى وأسلوبي لانها أوضحت لي كم المنظرة والفشخرة الفارغة والاحساس بالعبقرية الكاذبة طبعاً التى كنت أحملها معى نتيجة موروث ثقافي أجوف يهدم ولا يبنى.
لذلك ربما كنت فخور جداً بأبنتي حين لم توفق فى تحصيل مجموع فى الثانوية العامة يدخلها الطب ورفضت تماماً أن تدخل ( طب خاص ) لمجرد أن والدها يستطيع أن يدفع تكاليف الكلية الخاصة ، نعم كنت حزين جدا جداً لرفضها وغاضب أيضاً ولكنها قالت لي لن أدخل الا الكلية التى تناسب مجموعى ، حينها أيضاً تذكرت نصيحة أخرى من زميلى الأيرلاندى ( I don’t want to falsely look better than I am ) ( انا لا اريد أن أظهر أفضل مما انا عليه ).
أيها السادة … علينا أن نكون واقعيين جدا وعقلانيين جدا وعلميين جداً وعلينا أن نبتعد تماماً عن الوهم والخداع حتى لانفسنا ، علينا أن نثق فى نفسنا كما هى دون تفخيم او تحقير ، علينا أن نفعل كما يفعلون فى الغرب فهم يشعرون بالاحتقار والدونية وعدم الذكاء إذا لم يعتمدوا على أنفسهم.
ولكن بالاخذ بالاسباب والاجتهاد فى كل شيئ تقوم به ، فالثقه بالنفس والاعتماد على النفس أمر غاية فى الروعة ولكن لن يكون له قيمة إذا ظللنا نردد فقط دون أن نخطوا خطوات الى الامام ونجتهد وناخذ بالاسباب ، وعلينا أن نتخلى تماماً عن فكرة الفهلوة والفشخرة الكذابة والتبرير لعدم النجاح ، قم بالاجتهاد وخذ بالاسباب وأترك التوفيق لله عزوجل وأعلم أن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً .حفظ الله أبنائنا مما أصابنا نحن .. حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد