انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة لدى البعض وهي الخروج أمام الملأ وإفراغ ما بداخلهِ من ألمٍ وحزن، والتحدث عن الظلم الَّذي أصابه في حياته، فيعيش دور الضحية والشخصية الضعيفة التي لم تعد تتحمل الألم الَّذي أصابها في حياتها!
يجب أن نوقِن بأنهُ لا يوجد شخص لا يصيبة الحزن والهم والضيق والألم، فلسنا أكرم من الانبياء والرُّسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليمومع ذلك أصابهم من البلاء مالم يصبنا!! “ولم يُنّسهم ذلك مسؤوليتهم في إبلاغِ الرسالة للناس”
يجب أن يكون الحزنُ دافعًا لك حتى تتقدم وتُقدم أفضل ما لديك وألا تتوقف عن المحاولة في خلق حياة أفضل تتناسب مع ما تتمناه،والمواظبة على مسؤولياتك مهما كانت صعبة، فالكثير منا يكره ما يفعله ولكنه يفعله وكأنهُ يحبه، ويجبر نفسه على الالتزام بذلك وهو كارهٌ له لأنهُ يعلم أنه واجبٌ عليه الاستمرار حتى يحقق مبتغاه،
هل تريد أن احيرك بمعلومة يعلمها الكثير ولكن القليل منَّا يؤمنون بها: وهي أن الحزن والبلاء والمصائب والمشاكل أكبر نعم الله على عبادة! عَنْ أَبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ رواه التِّرْمِذيُّ وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحِيحٌ.
نعم، البلاء نعمة ولا يبتلى إلا من أحبهُ الله سبحانه!! [فما يؤلمكم يعلمك، وما يبكيك ينجيك، وما يكسرك يبنيك] ولن تجد شخص وصل للقمة بشكلٍ صحيح وثابت إلا وقد مر بفترة من حياته يناموهو يتمنى ألا يستيقض بسبب ألمه!!
هناك مقولة لا أعلم من قائلها ولكنها عميقة وأثرت على بشكل كبير جدًا! يقول: [في بعض الأحيانًا حينما تكون في مكانٍ مظلم، تظن أنك قد دفنت، ولكنك في الحقيقة “قد زرعت”]
والمعنى هنا ليس أن البلاء الَّذي أصابك شرٌّ عليك، إنما هو خيرٌ لك لتتعلم منه، ولكن أنت فقط لم ترى الجانب الإيجابي في البلاء لأنك صببتكُلَّ تركيزك على ما يشعل فتيل الحزن في فؤادك، الله سبحانهُ وتعالى حين تطلب منه الحكمة يرسل عليك المشاكل والخلافات والعقبات حتى تتعلم منها فتكونُ حكيمًا!!
وحين تطلب منه سبحانهُ القوة يرسل عليك البلاء والاذية والمشقة والتعب حتى تتغلب عليها فتكونُ قويًا!! وحين تسألةُ شكر النِّعم يرسل عليك النِقَم حتى تعرف ما هي نعمُهُ عليك فتكونُ شاكرًا له!! وحين تطلب منه الرفع يضيق عليك كل واسع حتى إنك إذا دعوته زاد ضيقُكَ بشكلٍ أكبر حتى تظن أنه لا يستجيب لك وذلك لتصبر فيرفعك!!
الله سبحانهُ أخبرنا أن هذه الحياة ليست دار النعيم وليس ماتريده من خير يأتيك على طبقٍ من ذهب، ليس أنه لا يقدر سبحانهُ ولكن هذه هيالحياة الدنيا، يجب عليك الاجتهاد والسعي فيها والصبر عليها وتحمل ما يصيبك منها!
فقد قال صلَّ الله عليه وسلم: (أعقلها وتوكل) أي إفعل السبب مع التوكل على الله سبحانهُ، وهذهِ سُنَتُهُ في الحياة سبحانهُ كلُّ قدَرٍ ولهُ سَبَب وكُلُّ سببٍ ولهُ جهد وكلُّ جهدٍ ولهُ ثمن وهذاالثمن هو (الخروج من منطقة الراحة) والتجرد من فكرة أنا الحزين والمكسور والمظلوم.
بالختام: لا تبحث عن شفقة الآخرين ولا تنتظر أن يطبطب عليك أحدهم، فهذا لن يرفعك ولن يغير شيءً في حياتك، ولن يساعدك لتنتقل لما هو أفضلمما أنت عليه، تذكر دائمًا أن البلاء نعمة!! ولو مُحية أحزانك لأصبحت “بلا معرفة وبلا خبرة” وبالتالي ستصبح بلا شخصية وبلا هدف ولا معنى لوجودك في هذه الحياة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد