بعد صراع طويل ومخاضات عسيرة مع الحكومة الاتحادية استطاع الكرد في شمال العراق أن يحصلوا على جل مطالبهم، مستغلين الانشقاقات الطائفية والفئوية بين الاحزاب العراقية، وبعد ان اصبحوا بيضة القبان بعد 2003 ، تمددت حكومة الاقليم عبر غباء وعنجهية الانظمة السابقة والتواطؤ والحالية ، وليس بنضال كردي كما يدعون، وان هروبهم من اول اطلاقة للحشد الشعبي والجيش حينما دخل كركوك خير دليل على انهم ليسوا مؤهلين للنضال اصلا، فلولا حماقة البعث واجتياحه الكويت لم يكونوا لينعموا بربع اقليم حتى لو ناضلوا الى قيام الساعة.
وبعد نجاح سياسة لي الاذرع لمسعود البارزاني ها هي تفشل أخيرا لتخلف انكسارا كرديا، سيبقى يلام عليه عقودا طويلة، باعتباره هو من اخذ على عاتقه مسؤولية استفتاء الاقليم، وإيهام باقي الاحزاب الكردية بانه يحظى بتأييد قوى المنطقة، سيما اللوبي الصهيوني واسرائيل التي اصبحت نقمة عليه بعد ان رفعت اعلامها وسط اربيل، فقد نالت العقاب الايراني التركي بشتى الأصعدة.
وعلى الرغم من أصرار مسعود البارزاني على نقل جل صلاحياته إلى رئيس الحكومة نجيرفان بعد التنحي ، لكي يبقي المصالح في قبضة العائلة الحاكمة، الا ان الخلاف الذي انكشف جليا بين البارزاني وباقي الأحزاب الكردية امتد ليصبح داخليا هذه المرة، حيث لاح في الأفق خلاف صلاحيات الحوار بين أبناء البارزاني ورئيس حكومة الاقليم نجيرفان البرزاني، بعد حل الاخير محل ابيهم المستقيل قسرا، فهو يفضل الحوار مع القوات الاتحادية حول تسليم كامل النقاط الحدودية، بما فيها فيشخابور التي تعد الرئة التي يتنفس منها آل البارزاني، كذلك تحول خطابه إلى خطاب مرحلي معتدل ليصلح بعض ما أفسده أبيهم، وعلى ما يبدو فإن العنجهية البارزانية المتجذرة ترفض ذلك جملة وتفصيلا، فعناد نجلي مسعود وهما مسرور ومنصور اللذان يقودان جزءاً من البيشمركة ، عطلا نتائج المفاوضات لحد الان.
وبعد علو كعب الحكومة الاتحادية واستعادتها لأغلب المناطق المتنازع عليها وغلق المطارات والمنافذ الحدودية وأنابيب النفط، لن يصبح بمقدور الكرد إسعاف شعبهم إلا اذا رضخوا لمطالب الحكومة الاتحادية بعقلانية ودراية، فالأوراق التي تلعب بها بغداد لازالت خانقة ولا زال المزيد منها خارج أسوار اللعبة ، مثل التعامل المصرفي وإلغاء الاجنحة الدبلوماسية الكردية في السفارات ، فضلا عن استخدام القوة التي لم ولن تستطيع قوات البيشمركة ان تجاريها.
من جانبه يبدو حيدر العبادي مسترخيا على قدرات الجيش والحشد الشعبي الذي هزم أعتى قوة في المنطقة ، راميا بالكرة في ملعب الكرد للحوار بشرط الغاء الاستفتاء الذي بات كالزجاجة في فم مسعود واتباعه، فكل الأدلة تشير إلى أنه لم تعد لغة لين الحوار مجدية مع العبادي دون الغاء الاستفتاء وضربه عرض الحائط.
وبما ان الاستفتاء هو قفزة للمجهول فعلى ما يبدو أن الأزمة بين الأحزاب الكردية وآل البارزاني لن تنتهي إلى هذا الحد، كون الأحزاب تحمل مسعود مسؤولية خسارة الأراضي والمنافذ وعائدات النفط ايضا، في حين يحملهم الأخير مسؤولية الخيانة و ترك خنادقهم للقوات العراقية المشتركة، حتى بات الاسايش والبيشمركة والبارتي يقف على صفيح ساخن من الازمة التي اضعفت وارهقت الاقليم، بعد ان كان يرقص على جراحات بغداد .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد