ليلة القدر

بقلم: لمى عبدالله

الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم، ولا تكلم لسان، والصلاة والسلام على
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا، جدد الله به رسالة السماء، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء، ونشر بدعوته آيات الهداية، وأتم به مكارم الأخلاق، وبعد:

ها نحن نستعد لاستقبال شعيره من شعائر الإسلام وشهر تبتهل فيه الروح وتعظم فيه الأجور شهر رمضان يسمّى شهر رمضان بشهرِ القرآن؛ ففيه أُنزِل على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام في ليالي رمضان المباركة، ويُطلق عليه أيضًا شهر القيام، لأنّ هذه العبادة تكثُر فيه، فنجد حرصًا كبيرًا من المسلمين على الحفاظ على قيام كلِّ ليلة في رمضان، رجاءَ لكسبِ الأجر العظيم، وطمعاً في اداراك ليلة القدر.

“ما السبب وراء تسمية الله عز وجل هذه الليلة بليلة القدر؟”

يدور دوماً في عقلنا سؤال هام وهو “ما السبب وراء تسمية الله عز وجل هذه الليلة بليلة القدر؟” قام علماء الإسلام بطرح عدد من الأسباب وراء هذه التسمية، فيقال إن ليلة القدر سميت بهذا الاسم نظراً لرفعة وسمو مكانتها. هذا بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى خصص تلك الليلة ليقدر ويكتب فيها ما سوف يجري ويحدث في كل عام، ولكن قام العالم الجليل الخليل بن أحمد بتوضيح سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم حيث أنه قال “في هذه الليلة يأمر الله عز وجل الملائكة ليهبطوا للأرض ولكثرة الملائكة على الأرض تضيق بهم” فالقدر هنا معناه التضييق وفقاً لتفسير العالم الخليل بن أحمد.

فضل ليلة القدر:

تأتي ليلة القدر في العشر الأواخر من شَهر رمضان المُبارَك، ويمنح الله سبحانه وتعالى من يُحيِيها العطاءَ الجَزيل، وقد قضت حكمته تعالى أن لا تكون هذه اللّيلة محدّدةً ومعروفةً لدى النّاس؛ وذلك ليُكثِر العبادُ من حِرصِهم على موافقتها، وقيامِها، والاستزادة من الأجر والثواب، قال صلّى الله عليه وسلّم: (أُريتُ ليلَةَ القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ) [صحيح مسلم] حثّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على تحرّي ليلة القدر والاستعداد لها واغتنام كلّ لحظةٍ فيها؛ ففيها تتنزّل الملائكة، وتكون سَلامًا حتّى طلوع الفجر. قال صلّى الله عليه وسلّم: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه) [صحيح البخاري]. العبادة فيها تعادل عبادة ألف شهرٍ، ويجدر بالمسلم أن يَعلم أنّ ليلها كنهارها؛ فلا يُضيّعهما ويغفل عنهما، وهي فرصةٌ ذهبيّةٌ يجدّد فيها المُسلم حُبّه وإيمانه وولاءَه لله سبحانه وتعالى. أعمال ليلة القدر

هكذا وفقني الله عز وجل، فالموضوع كالشجرة المثمرة، وارفة الاغصان، لذيذة الثمار، فنحن بحاجة الي صفحات لعرض هذه الثمار والاغصان، سائلين المولى عز وجل ان يوفقنا الي كل ما يجب ويرضى.

بقلم: لمى عبدالله

أضف تعليقك هنا