هل فكرت يوماً أن افكارك كفتاة تركض في حي الصعاليك؟ وأيدي أولئك السكارى المنتشين تمتد إلى فستانها لتجره إليها، وسط شغبٍ لا مثيل له، وهم يترامون عليها كالنيازك، وأعينهم تترصد كل تفصيل من جسمها المغري، حينما يهتز وهي تتحرك كسفينة صيد مسكينة، أحاط بها الموج العالي، والسفانة يرتجفون خوفاً، وأعينهم تحدق إلى أسماك القرش المتراقصة على وقع هدير الماء، ورائحة الخوف الشهية، وهي تتناغم مع أصوات صرير أسنانها الحادة.
هل فكرت يوماً ان أفكارك سقطت وهي تصارع الصعاليك؟ لتغتصب مراراً وتكراراً، حتى أصبحت لا تشعر لا بالألم ولا بالنشوة والشهوة، فقدت كل احاسيسها المرهفة، ورائحتها العطرة، تحولت إلى بركة سباحة ماؤها آسن، تسبح مع أخطر التماسيح والافاعي، ونظرها وحقدها بقي عالقاً كمرساة السفينة في مكان واحد.
حيث صورة مغتصب واحد، كان قدره أن يكون هو الشخص غير المحظوظ، حيث تعلق صورته في مخيلتها إلى الأبد، العدو الأوحد، رغم أن كل الحي اغتصبها، ولعل هناك من أساء إليها أكثر، وعاملها باحتقار وازدراء، وكان يجرها إلى مضجعه بكل سادية، إلا أنها لن تذكر كل ذلك، فقط هذا الصعلوك دون غيره.
هل فكرت يوماً بأن أفكارك تحولت إلى مومس؟ تمارس الدعارة للغير، حصتها شيء من الطعام والمسكن الجميل، وإن حالفها الحظ وكانت ذات قوام وسمعة تليق بها في بيوت الدعارة، فإنها بعدما تكبر قليلاً في السن وتصبح سيدة بالغة، وقبل حلول عمر مشيبها، تغير عنوانها الوظيفي في ذلك الشارع، للتربع على مقعد الوساطة، وتصبح سمساراً للفتيات، من غير الحاجة غلى أن نذكر اسمها الصريح، والذي يقال في الشارع باستمرار.
هل فكرت يوماً بان أفكارك قد ترمى في الوحل؟ إذا ما كانت ضعيفة ومنهارة، حيث تأتي فتيات الهوى لتتسلق سلم الشهرة، وتبقى هي أمام شباك شقق الآخرين تعاين صفحات الجرائد المرماة في الأزقة والشوارع، عسى أن يلتفت إليها من أفنت شبابها وجمالها في إرضائه، وهي ترقص له عندما كان خصرها يسمى بالذهبي، الانتظار لا ينفع بين أزقة حارة الصعاليك، إذ لابد من إيجاد زبون، لتنتقل بعملها لتصبح متملقة وخادمة، تقتات على الفتن وتناقل الاخبار، نمامة حمقاء، لا ترجو الخير لغيرها، ولا تكاد تكسبه لنفسها.
هل فكرت يوماً بأن تحمي أفكارك؟ وأن تسترها، وتتعب على الاهتمام بها، لتقيها شر حي الصعاليك، ودور الدعارة، ونمائم المومسات الضائعات بين أسيادهن، هل فكرت بأن أفكارك الرقيقة والضعيفة تحتاج إلى رجل شهم يحميها من مخاطر الحياة؟ هل فكرت بأن أفكارك سيكتب لها الزواج؟ وإنها ستلد أفكاراً تتمنى لهم أن يكونوا أصحاء، يتقدمون في الحياة ويتطورون، ليكونوا أحراراً ينفعون ولا يضرون. أفكارك ابنتك العزيزة، أو أختك الغالية، اختر لها مكاناً يليق بها. والحمد لله رب العالمين.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد