على مر العصور كان تشويه التاريخ ولا سيما التاريخ الإسلامي سلاحاً فتاكاً وجهه المستشرقون والفرق الضالة فى وجه كل ما هو إسلامي، أو يظهر البطولات الإسلامية التي علاها غبار الزمن، وأضحى بها أساطير بعيدة المنال، لكن الأكثر إيلاماً أن شباباً مسلمين بل وعلماء ومؤرخين كان لهم دور هائل فى نشر التاريخ المشوه، والطعن في الإسلام بقصد أو بدون قصد عن طريق نقل الأخبار من مصادر الفرق الضالة كالشيعة أو غيرهم. دون البحث عن مدى صحة هذه المعلومات جهلاً منهم بمدى خطورة هذا أو رغبة صادقة فى تشويه صورة أبطال وعلماء الإسلام.
وعلى سبيل المثال نذكر الخليفة العباسي الزاهد المجاهد في سبيل الإسلام ” هارون الرشيد” الذي رسم المضللون صورته في مخيلة الكثير أنه الخليفة السكير الذي لا يهتم بأمور رعيته، بل جل همه اللهو والصيد والنساء. ولكن تصحيحاً لصورة هذا الرجل المبخوس الحق لنطلع على بعض من مواقف الخليفة التي لا تنم سوى عن رجل عزيز لا يهاب أحدا.
أرسل إليه ملك الروم نقفور: “من ملك الروم إلى ملك العرب أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ، فحملت إليك من أموالها،، لكن ذاك حمق النساء وضعفهن، فإذا قرأت كتابي فترد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالحرب بيننا وبينك”. فما كان من الرشيد إلا وقد ثار غضبه وقلب الرسالة، وكتب على ظهرها:
“من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم: قد قرأت كتابك يا بن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه”.
وهل اكتفى الخليفة بالوعيد، ولم يتخذ موقفاً جدياً؟ لا لكنه انطلق بجيش لا مثيل له حتى وصل إلى هرقلة بالقرب من القسطنطينية، ودكها، وحرق جميع ما فيها، ومنها انطلق إلى القسطنطينية عاصمة الروم. فهال نقفور ملك الروم منظر الجيش الإسلامي، فسارع بجمع الكنوز والأموال وإعطائها للخلفية كجزية كي ينجو بنفسه، لكن الرشيد رفض الجزية إلا بعد فك أسر جميع المسلمين، ولم يبق مسلم واحد في سجون الروم.
لله دره رجلاً، جاهد في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة المسلمين، بل وكان يحج عاما ويغزو عاما، زاهداً كثير التصدق، ويكفيه شرفاً أنه استشهد في طريقه للجهاد في عمر 46 عاماً. رجل بهذه العزة والقوة هل يرضى المستشرقون من الغرب أو غيرهم ممن يدعون الإسلام “وما هم من الإسلام فى شيء” أن تظهر مآثره ومفاخره دون تشويه لها وتضليل. التاريخ مليء بالأكاذيب التي يدسها أصحاب المكائد والحيل. فلنتأكد من صحة ما نقرؤه، وننقله.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد