ذات ليل جلست بعيدا عن أقراني منزويا بحالي، قطعت مسافة سيرا، وأنا آخذ بجسدي المتحرك معالم طريقي هابطا صاعدا يمينا ويسارا، كأنني بعلم الخرائط خبير مررت بأصبعي على معالم خريطتي الطبيعية. وأنا أتقلب في ليل واضعا لي دسائسه بين الرؤية والعين حاجبا عني الصورة، فاتخذت من حدسي مرشدا، ومن أرجلي مجسات للمكامن والمكائد، ومن أيدي دفات اتزان لجسمي مبعدات عني سقوطا حرا.
ظللت محاربا لأجل وصولي إلى موضعي المنشود. وحينما لمحت وجهتي واستبان المكان، أحسست بانتصار على ذاتي بعدما اهتزت داخليا ثقتي. روضت نفسي على عدم الخضوع وأحللت منها طموحا وإصرارا. وعززت وانتقيت من جوهر أفكاري، بأن ليس هناك وجود للمستحيل.
متى أردنا شيئا فسوف يكون. وأضفت إعلانا في ساحة فكري فحواه إيماننا بأنفسنا سر وصولنا للقمم. بلغت مرادي، وتموضعت في اختيار مكانيا، وبعد هدوء النفس وراحه البال وسكون الجسد من عناء رحلة مجتازة، أطلقت أفكاري في كون واسع منتظرا إياها رجوعا إلي.
وقع اختيار مني على تساؤل يجول في نفسي، مامدى إشغالنا حيزا من هذا العالم؟ وتتابعت الأسئلة تباعا. أين نحن بالنسبة للكون؟ وهل نحن فقط عالم عاقل، أم جزء من عوالم أخرى؟ هل نحن نملك ذكاء خارقا فرضا لوجود آخرين؟ ومما شد تفكيري لو تقابلنا مع عالم آخر مشابه لنا خلقا أو أشد تفوقا منا، كيف سيكون لقاؤنا الأول؟ ماهو شكل وطريقه ولغة معاملتنا لبعض؟ ماهي انطباعاتهم عنا، طريقة تفكيرهم، منظورهم للخير وللشر، وللحرب وللسلم؟ وهكذا دواليك.
واستدركت وأيقنت وجود عوالم غيرنا من ’ية كريمة أثبتت وجود مخلوقات في الجمع بين السماوات والأرض، ولم يستنثنِ أحدهما دون آخر حيث قال عز من قائل: (ومن آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) وجود آمنت بهم، ولكن يبقى الشكل والمضمون والكيفية غيبا عني.
هل يا ترى تتطور وسائلنا العلمية والتكنلوجية ذات يوم، وتكون اختراعاتنا وسيلة تواصل ووصل بهم. من مفهوم الآية قد تحصل المشيئة، وتقصر المسافات، وتطوى الأبعاد، ونكون وهم على مرأى الأعين، وعلى بعد رمي أسهمنا نحوهم. الإجابة قد يجدها أخلاف لنا من بعدنا، ويعطوننا إجابات أسئلة أسلافهم القدامى. حينما اعتقد البعض منهم في ذلك الزمان الغابر أنها من خيال فلاسفتهم وعلمائهم العلمي. والله هو أعلم بالوقت والزمان لذلك اللقاء المحتمل وأني لا اظنه بعيدا.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد