أتعجب كثيراً من الأشخاص الذين يفتخرون بأنفسهم ويقولون “الدبش أسلوب حياة” فالكلمات قد تكون نوراً أو قبوراً فبالكلمة كان الأمل لكل يائس وبالكلمة كان الفرج لكل مهموم، ولهذا لا بد أن نبحث عن مدى تأثير الكلمة فى البشر وعلى العقول والنفسيات. وأكاد أجزم أن الكل أجمع على أن أغلب القصص الناجحة أو الفاشلة في الحياة كانت بسبب كلمة قالها شخص ما لشخص آخر أعطت له الأمل والقوة أو سحبت منه أملاً.
أدركت أن الكلمة قد تحيي إنساناً أو تقتل إرادته وإلا ما كان ذكرها اللَّه في القرآن الكريم { ألم تَر كيف ضَرب اللَّه مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابِت وفرعُها فى السمآءِ } [ســورة إبراهيم : ٢٥]، وأيضاً ذكر التضاد لها { ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اٌجتُثت مِن فوق الأرض مَا لها مِن قرارٍ } [ســورة إبراهيم : ٢٦]
أشهر شيء يفعله الإنسان هو الكلام وبالكلام تعبر عن شخصيتك والعرب قديماً كانوا يقولون: ((تكلم كي أعرفك)) والواقع أثبت أن ((الكلمة)) لها تأثير كبير فى النفوس. فقد تسمع كلمة ملهمة تشعل حماسك وأخرى تحبطك وتنزع الأمل من قلبك، وقد تقول كلمة تكسب بها الناس وأخرى قد تُسقطك من أعين الناس وكلمة ترفعك في السماء وأخرى تندم عليها، وكلمة تشجع بها إنساناً وتجعله يعمل فى حماس، وكلمة تجرحه جرحاً يعيش به ولا ينساه.
ولكن أود أن أروي قصة الإمام البخاري رحمة اللَّـه. وهو صغير لم يكن يهتم بطلب العلم، ولكن جـاء يـوم سأله أحد العلماء من أي البيوت أنت؟! فيرد الإمام قائلاً: من بنى عبد مناف، فيتعجب السائل قائلاً: أنت قريب النبي هذا شـرف الدنيا والآخرة. وبهذه الكلمة الطيبة اندفع الإمام البخاري على طلب العلم بكلمة طيبة بها ثناء على قدراته انطلق وأصبح إمام الدنيا.
والحب أيضاً يبدأ بكلمة ومن أجمل المواقف التي تدل على الحب والمودة وأود أن أحكيها عندما قالت السيدة عائشة لسيدنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم : لـو رأى الشعراء وجهك لنظموا فيه شعراً. فيرد عليه سيدنا النبي قائلاً : واللَّـه يا عائشة ما كافأتك مثل ما كافأتنى.
حتى الفلاسفة بفن انتقاء الكلام فيأتي الفيلسوف مارك توين بمقولته الشهيرة: كلمة من عسل تغير بها وجهة نظر الآخرين عنك. فلا تفتخر بنفسك قائلاً “الدبش أسلوب حياة” فأنت تفقد الكثير والكثير من الحياة يا صديقي، تذكر دائماً هذه المقولة (ورب جرح كلام أوجع من ضرب الحسام).
وأود في الختام أن أنهي بحديث سيدنا النبي صل اللَّـه عليه وسلم قال: إن في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها أعدها اللَّـه لمن أطاب الكلام . فيا رب نقِ قلوبنا وألسنتنا من كل ما يؤذى أو يجرح أو يهدم، واملأ ألسنتنا وقلوبنا بكل ما يبني ويسعد ويكرم.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد