ذكرت لجنة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة أن هناك حوالى مليون مسلم من أقلية الإيغور تم احتجازها فى الصين فى معسكرات سرية في منطقة “شينجيانغ” وهى مراكز لمكافحة التطرف الدينى مما جعل عديد من المسئولين فى اللجنة يشعروا بالقلق إزاء هذه الأقلية وتدعو الصين إلى الإفراج عنهم، فى حين أن بكين قد نفت من قبل وجود هذا النوع من المعسكرات، ولكن من هم أقلية الإيغور، ولماذا يتعرضون للاضطهاد من قبل السلطات الصينية ؟ هذا ما سيتم تناوله فى المقال.
من المعروف أن فى عهد الفتوحات الإسلامية، انتشر الإسلام بشكل كبير فى أنحاء العالم، ووصل إلى منطقة تركستان الشرقية التى عرفت فيما بعد ب “شينجيانغ” وتعنى الاقليم الجديد، وذلك بعد احتلال الصين لها 1759.
والإيغور ترجع أصلوهم إلى تركيا مما يجعلهم مرتبطين عرقيا وثقافيا بدول آسيا الوسطى، يعيش فى الصين أعراق متعددة ومنهم المسلمين، ويبلغ عددهم 23 مليون مسلم، ويمثلون عشرة أعراق منهم : الهُوِي و الإيغور فهم يعتبروا أكبر شريحتان من حيث العدد.
فالبنسبة ” الهُوِي ” يتحدثوا اللغة الصينية ولا يشكلوا أى خطر على الدولة لأنهم متفرقين من الناحية الجغرافية وتابعين للدولة وقوانينها ولا يغامروا بأى محاولة للاستقلال، أما ” الإيغور” لغتهم التركية، ويطالبون بالاستقلال بشكل دائم.
ومن الجدير بالذكر أن النسبة التى تشكلها الإيغور من سكان منطقة شينجيانغ 45%، وهى تعد النسبة الأكبر فى المنطقة فى حين أن ثانى أكبر شريحة من السكان تتمثل فى عرقية الهان وهى تمثل 40% .
ومنذ قيام دولة الصين الشيوعية فى عام 1949 وتجرى هجرات عديدة من عرقية الهان الموجودة فى المناطق الأخرى بالصين إلى إقليم شينجيانغ مما جعل الإيغور يشعرون بالقلق خوفا على القضاء على ثقافتهم، وكانت هذه الأحداث بداية اضطهاد الدولة للإيغور.
ونجد أن هناك ازدواجية فى المعايير تتبعها الصين فى سياستها مع المسلمين حيث أنها تعطى مسلمى ” الهُوِي ” جميع حقوقهم، وحريتهم الدينية فى حين أنها تتعامل مع مسلمى ” الإيغور” على أنهم إرهابيون ووتتهمهم بشن أعمال عنف وشغب وعمليات تفجيرية من أجل إعلان استقلالهم لكى تعطى نفسها الحق فى الإجراءات التعسفية التى اتخذتها ضدهم ومن ضمنها منعهم من الصيام فى شهر رمضان، وكذلك منع الرجال من إطلاق اللحى، والنساء من ارتداء النقاب فى أى مكان عام، وتحظر القوانين الجديدة التى أصدرتها الدولة من رفض تعليم الأطفال داخل مدارس حكومية، وكذلك تحظر من مخالفة سياسات الدولة الخاصة بتنظيم الأسرة.
كما ذكرت صحيفة الإندبندنت أنه فى سبتمبر الماضى أمرت السلطات فى الصين مسلمى الإيغور بتسليم المتعلقات الدينية من مصاحف، وسجاجيد للصلاة، وغيرها وإن لم يفعلوا ذلك سيواجهوا عقوبة صارمة، وهناك الكثير من الإجراءات والأعمال التى تقوم بها الدولة للتضييق عليهم واضطهادهم .
يعتبر إقليم شينجيانغ إقليم صناعى يمثل سدس مساحة الدولة كما أنه ينتج 80% من ثروة الصين فى النفط، و 90% من اليورانيوم لذلك فهو يشكل مصدر ثروة كبيرة للدولة، وعلى الرغم من ذلك لا يتمتع الإيغور بهذه الثروات، ولكن تعود لعرق الهان الذين أصبحوا يشكلون نسبة أكبر من سكان الإقليم عن الإيغور وذلك بسبب سياسة التهجير التى اتبعتها الدولة كما ذكرنا سابقا.
وفى أثناء كل ذلك يحاول الإيغور عيش حياة هادئة مستقرة يحصلون فيها على حقوقهم من الدولة ولكن هيهات خاصة فى ظل استمرار استغلال الصين لثروة إقليمهم، فهل سوف يستسلموا ويتخلوا عن حقهم فى الاستقلال أم سيظلوا فى صراع مع الدولة فى ظل تعرضهم لهذا العنف والاضطهاد؟
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد