استكمالاً لما سبق عن المفهوم الحاضر عن اللغة الفصيحة أقول: سنطمئن لوعي جيل حديث يقوده بعض قدامى المحاربين والنجوم الصاعدين ظل دوماً متيقظاً متنبهاً لما حاولت الترسبات الفكرية طمسه، وسيعمل جاهداً على التخلص منها. ومن تلك الترسبات أن اللغة الفصيحة ليست صالحة للحديث الذي درجت عليه ألسنتنا بسبب طريقة نطقها الطريفة والمتشدقة بذات الوقت، وحروفها التي تكاد تخنق المتحدث بزعمهم، بل وحتى الضحكات والقهقهات الشهيرة مطولة المد والغير صالحة للاستخدام البشري، وكذلك النبيذ والغواني وقريش وبقية القوم.
ولا ننسى بالطبع أبا لهب وأصدقائه، ومن الواضح من الأمثلة السالفة أن تلك الانطباعات تولدت من بعض الأعمال الفنية ذات أزمان خلت من الصناعة الفنية المصرية، وقد يغتفر لكبار الممثلين ذلك الأداء المسرحي المبالغ لبعض المشاهد الذي صورها بهذا الشكل وكذلك تغتفر بعض الهفوات في التشديد على بعض الحروف والإرخاء على بعضها الآخر، وتمصير الكثير من المدود بسبب طغيان اللهجة المصرية على بنيها، لكن مالا يغتفر فعلاً هو مافعله اللاحقون ممن تناولوا ذلك الأداء في أعمالهم بسخرية مبتذلة بغرض إضحاك المشاهدين والحضور، وحالفهم للأسف في ذلك ذيوع صيت كبير وافقَ جهلاً أكبر فاكتملت معالم الأزمة.
وتسبب ذلك بضرر على لغتنا يصعب حتى الآن درؤه إلا بعمل ممنهج متوسع على كل الصُعُدٍ من أدبية وفنية وغيرها جعلت كثرة من المنتجين والناشرين يستعينون بالمدققين اللغويين قبل تقديم أعمالهم، وتطورت طريقة نطق الحوارات في المسلسلات والأعمال الفنية كما يجب أن تكون دون مبالغات فصرنا نشاهد حوارات خفيفة سريعة بليغة تتمتع بالفصاحة، وتبرز الجمال وتدعو فعلاً للسرور بسبب واقعيتها.
وكان من المحبب أن تتخلل حواراتنا ومخاطباتنا اليومية مفردات فصيحة تقدم الدلالة الأوضح، وتفيد في التوصيف الأصح وتجزل القول والشرح وتنم عن سعة اطلاع وثقافة وفهم وسلامة لسان وحسن تبيان. وكل الرجاء والمنى هو لغة عربية عذبة سهلة النطق بسيطة المفردة يفهمها المشرقي والمغربي ويتعلمها المستشرق، وينقلها المبتعث لتصبح الحاضرة الأولى في ذهن المتحدث بلا تكلف ولا تصنع ولا سخرية ولا تندر.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد