لا تجعلوا من الحمقى مشاهيرا! هذه حملة انتشرت في كندا وأمريكا وبعض الدول العربية لمحاربة الأغبياء الفارغين المنتشرين على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر كل ما خطر في بالهم من حماقه وسخف وخوض فيما يعلمون وما لا يعلمون. كيف تصبح مشهورا وكيف تصبحين مشهورة!؟ أصبح الشغل الشاغل للأطفال والمراهقين وحتى الناضجين!

من الذي ينفخ هؤلاء الحمقى ويصدرهم المنابر العامة ويوصلهم إلى الرأي العام؟

من هؤلاء أصلا؟ ومن يستحق الشهرة أصلا؟ ولماذا غابت القيم والأخلاق والجواهر الثابتة التي تربينا عليها وكانت ثوابت لنا في تنشئتنا!؟ أين الله في قلوب وتصرفات هؤلاء الحمقى؟ وأين استنكار الأهل والمربين والهيئات الرقابية على ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي من فجور وبغاء؟ يُدخل القلب في حزن وغصه من غياب لكل الفضائل وكأن العالم أصبح كرنفال بغاء وصراخ رخيصات ومجون لا حدود له!.

لنعد قليلاً لتلك المشهورة الحمقاء! صاحبة الوجه الجميل والشفايف المنفوخة والمؤخرة السيليكون! هذه الجميلة أكبر همها هو طبقات الأساس والكنتور والرموش التي تلطخ بها وجهها، تنتقل من محل مكياج إلى آخر ومن فعالية إلى أخرى، وتقف جموع غفيرة من الجماهير يصفقون لها بحرارة، ويهتفون باسمها ويتعاركون على الصف الأول من سيحظى بشرف اللقاء والسلفي وكأنها رسول كريم أو بطل قومي!.

واقع مرفوض

مشهد أصابني بالغثيان والغصة. مالذي قدمته تلك الحمقاء لتنال رضا واستحسان العامة بهذه الطريقة؟ وبماذا تزيد عنهم ليشعروا بأفضليتهان ويتسابقون على كسب الرضا؛ بالحضور وإرسال الهدايا والدعوات الفاخرة و… الخ ” وماذا عن الإعلانات التي تقدمهاظ! كذب خداع تدليس ولأن معلوماتي بالجمال لا بأس بها، ولكن ما تقدمه من مستحضرات قبل المكياج وأثناء المكياج وبعد المكياج منتجات بأسعار خيالية لا فائده منها سوى تحقيق أرقام قياسية لشركات التجميل، وخداع قطيع النعاج الآتي ليتابعها.

إذن نعود إلى مبدأ الكذب والخداع والتدليس مقابل المال، وماذا عن كميه الرفاهية والاهتمام بالمظهر حد الفحش والفجور والاهتمام بالشركات العالمية والترويج لها وكأن من يتابعهم أثرياء أبناء أمراء، لوهلة تشعر وتشعرين بحزن وعدم رضا وسخط وأنتَ وأنت ِ تتابعينهم وهم يجولون البلاد لربما في اليوم أكثر من بلد يلبسون فرساتشي، ويروجون لجوتشي ويحتسون ما لذ وطاب من أشهى وأغلى مطاعم العالم، ويتسكعون في عواصم البذخ والموضة والرفاهية، يأكلون ويشربون ويسافرون ويلبسون بالمجان دون أدنى جهد!.

ما يحدث مع الشخص الطبيعي الذي يتعب، ويشقى لينال قوته وقوت أولاده أنه يصاب بالحسرة والغصة وأحيانا الاعتراض على حكمة الله في توزيع الأرزاق! كيف لهذا التافه والتافهة أن يحصلوا على كل هذا التقدير؟ وأصحاب الهمم والشهادات العالية من أطباء ومهندسين ومحامين وجامعيين يحصدون اللمم هذا إن وجدوا لممّ الوظائف!.

قدوات سيئة

وماذا عن التبرج والعري الذي تقدمه تلك المشهورات؟! وماذا عن تبعاته من نشر عورات وعري وإغراء وعلاقات غير مشروعة وتمرد وتجاوز على كل الأديان والعادات والتربية؟ حتى أصبحنا نعتاد المشهد الفاضح! ولا إنكار لأي منكر!.

مقالات متعلقة بالموضوع

والأدهى والأمر أن السناب شات أصبح منصة ومسرح للشواذ والمثليين الذين يمارسون الرذيلة والشذود في وضح النهار ولا حياة لمن تنادي! بلا حسيب أو رقيب! أتدركون أن هذا في أيدي صغاركم؟ أتعقلون أن هذا المثلي لربما قدوة لابنك أو بنتك؟

أين الله في هذه التصرفات؟! متابعة هؤلاء الحمقى “المشاهير” مفسدة للعقل وتبريد للشرف واستحضار للرذيلة ونشر للفاحشة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) متابعتهم مساهمة في نشر الفساد والسخافة وسيطرة النزعة المادية على النفس، وتثبيط للأخلاق وتصغير للقيم وتقديس للشكل الخارجي.لا تساهموا في جعل #الحمقى_مشاهير! يترأسون المنابر وهم وهنّ مجموعة أولاد وقاصرات وفارغات.

سؤال من مراهق قريب لم أملك إجابة له! وأظنك لن تملك ولن تقنعه؟ ما فائدة العلم والعمل والتعب وهؤلاء كل ما يفعلونه هو تحويل إعدادات السناب شات من خاص إلى عام ومن ثم نشر خصوصياتهم وتفاصيل يومياتهم وعلاقاتهم الخاصة للملأ، وبعدها تنهال عليهم الإعلانات ومبالغ خيالية وحياة مجانية لأنهم أصبحوا “مشاهير” ومؤثرين؟ لا إجابة إلا لأصحاب العقول العميقة والمحبين لله تعالى.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: “من الرويبضه يا رسول الله؟” قال: “التافه يتكلم في أمرالعامة”. #لاتجعلوا_من_الحمقى_مشاهير

#اوقفوا_تضخيم_الاغبياء

فيديو مقال الحمقى مشاهير

أضف تعليقك هنا
شارك

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ